يوم دراسي لمركز مبادرة حول الحصانة المجتمعية

عُقد يوم أمس الأربعاء (30 أيلول) في الناصرة يوم دراسي لـ"مبادرة" – مركز الطوارئ العربي، بمشاركة العشرات من المهنيين وذوي الاختصاصات النفسية والاجتماعية وغيرها، ناقش نماذج التدخل في حالات الطوارئ ومبادرات الحصانة المجتمع للمجتمع العربي، مع تسليط الضوء على تجربة أحداث عكا في تشرين الأول 2008، وتجربة أحداث شفاعمرو في حزيران 2009. وفي معرض كلمته قال رئيس بلدية الناصرة ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، المهندس رامز جرايسي، إنه يتوجب تحميل الدولة مسؤولياتها في هذا الصدد، مشيرًا إلى النقص الذي برز خلال الحرب على لبنان عام 2006 في مؤسسات تعمل في فترة الأزمات وحالات الطوارئ. وألقت الأخصائية النفسية نبيلة اسبنيولي كلمة إدارة مركز مبادرة، مشيرة إلى بناء هذا المركز للتعاطي بشكل منهجي وممأسس مع حالات الأزمات. كما تحدّثت مركّزة "مبادرة" السيدة ريم حزان عن أهداف المركز ورؤيته ونشاطاته الأخيرة، لا سيما خلال وبعد أحداث شفاعمرو. وكان موضوع الجلسة الأولى دور المؤسسات الأهلية في الحصانة المجتمعية، وأدارها الأخصائي النفسي مصطفى قصقصي عن رابطة الأخصائيين النفسيين العرب، وقدم السيد جابر عساقلة مدير المشروع الفلسطيني في "شتيل" مداخلة حول السيناريوهات المختلفة لحالات الطوارئ ودور المؤسسات، على نقاط ضعفه وقوته، وشدّد على أهمية المرافعة في الضغط على الدولة لتلبية احتياجات المجتمع العربي. وتحدث السيد نادر صرصور رئيس بلدية قاسم والناطق بلسان اللجنة القطرية، حول دور السلطة المحلية استعدادًا لحالة الطوارئ من حيث الطواقم والمرافق والأنظمة، فيما تحدثت السيدة فداء طبعوني-أبو دبي مديرة وحدة التغيير المجتمعي في جمعية "نساء ضد العنف" حول النساء في الأزمات، لافتة إلى تهميشهن المضاعف في هذه الحالات وقدرتهن، من جهة أخرى، على الإسهام في حلها وتجاوزها، ليس فقط في الحيّز الخاص (البيت والعائلة) وإنما في الحيّز العام أيضًا. كما عرضت السيدة إيفا سمعان مديرة قسم الرفاه في مجلس الجش المحلي وعضو منتدى مديري أقسام الرفاه عن تجربة الجش كقرية حدودية وبناء مجموعات المتطوعين وملاءمتها لاحتياجات القرية، وفاعلية هذه المجموعات في أوقات الطوارئ. أما الجلسة الثانية فتمحورت حول تجربتيّ عكا وشفاعمرو، وأدارتها السيدة غيداء ريناوي زعبي ، وتحدث فيها رئيس بلدية شفاعمرو السيد ناهض خازم حول مساعي احتواء أحداث العنف الأخيرة، منوهًا إلى ضرورة بناء برامج طويلة الأمد للعمل على التغيير المجتمعي العميق وليس إخماد الحرائق وحسب. وتطرق السيد جعفر فرح مدير مركز "مساواة" إلى نماذج التدخل الموجودة وعدم وجود بحث كاف ومواد نظرية ملائمة للمجتمع العربي وخصوصياته، لا سيما العلاقة مع الشرطة التي تتعامل معنا بعدائية. وتحدث المحامي نكد نكد مدير وحدة النهوض بالشبيبة في بلدية شفاعمرو، حول التدخل الشعبي والرسمي في حالات الطوارئ، مشيرًا إلى الأوضاع الاقتصادية-الاجتماعية والأزمة القيمية وظواهر النفاق والبنى القبلية، الطائفية والعائلية، التي غالبًا ما يحتكم إليها المجتمع العربي. وقدّم المحامي ربيع جهشان المتخصّص في قضايا التعويضات مداخلة عن تجربة المغار بعد أحداث شباط 2005، والتي بلغت أضرارها المادية 10 مليون شاقل، واضطرار الدولة لتحمّل المسؤولية عن تقاعس الشرطة وتعويض المتضرّرين. وأكدّت مركّزة "مبادرة" السيدة ريم حزان إنّ هذا اليوم يشكّل بداية جديدة لعمل أوسع، يرمي إلى تطوير وتعزيز القدرات وتبادل الخبرات، والخروج من دائرة ردود الفعل العينية والموضعية إلى دائرة المبادرة والفاعلية.