خلاللقاء عقده مركز "شمس" في نابلس

الدعوةإلى تعزيز وعي الصحفيين بمفاهيم حقوق الإنسان ،وإلى دمجها في مناهج أقسام الصحافة

نابلس:عقد مركز إعلام حقوق الإنسانوالديمقراطية " شمس" لقاءً حول توعية وتثقيف الإعلاميين بقضاياومفاهيم حقوق الإنسان، حضره عدد من طلبة الجامعات والشباب ،وقد افتتح الورشة هيثمقصول من مركز "شمس"،معرفاً بالمركز والمشروع،وقال أن الورشة تأتي ضمنبرنامج تعزيز مفاهيم حقوق الإنسان وسيادة القانون لدى طلاب الجامعات،بدعم وتمويلمن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

من جانبه قال الأستاذ محمد أبو الربأستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت أن التشريعات الدولية لاسيما المادة (19) منالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والوطنية ذات الصلة بالعمل الإعلامي تدفع جميعهاباتجاه حرية الصحفي في الوصول إلى مصادر المعلومات وحقه في الإصلاح والبحث والنشر،وأهمية هذه الحقوق دفعت باليونسكو عام 2010 لاعتماد الحق في الوصول إلى المعلومات،في مقابل ذلك حق الجمهور أيضا في التعبير وحقهم في الإطلاع وحرية البحث.تقاطعالحقوق السابقة الذكر قد يثير عدد من الإشكاليات ومن ضمنها أن حرية العمل الصحفيقد تمس بشكل مباشر أو غير مباشر مفاهيم حقوق الإنسان والحريات الفردية على وجهالخصوص.

وشدد على أنالإعلام يلعب دوراً بارزاً في التوعية بالحقوق والواجبات وفي دعم قضايا حقوقالإنسان ، وأن ذلك يأتي من خلال تطوير قدرات الإعلاميين في مجال حقوق الإنسان ،لافتا إلى أنه يمكن للإعلام أن يعمل على تعزيز ونشر ثقافة حقوق الإنسان في الكثيرمن القضايا التي يتطرق إليها، من خلال تثقيف الصحفيين وإدارات التحرير باستخدامهذه الحقوق الأصيلة في اللغة الإعلامية بمختلف الوسائل الإعلامية ليعكس الإعلامالتنوع والتعددية في المجتمع والوعي المتقدم لحقوق الإنسان. وأكد على أهمية توعية وتثقيفالإعلاميين بقضايا ومفاهيم حقوق الإنسان وترابط مجالاتها المدنية والسياسيةوالاقتصادية والاجتماعية والثقافية عبر تنظيم ورش العمل والدورات التدريبيةالمتخصصة.

وقال أبو الرب أن الوقت حان لفتح قناةللحوار المباشر بين ناشطي حقوق الإنسان وصناع القرار وواضعي السياسات في الأجهزةوالمؤسسات الإعلامية من أجل دعم حضور ثقافة حقوق الإنسان . والعمل مع كل المؤسساتالعاملة في مجال حقوق الإنسان من أجل ابتداع أساليب وطرق إدماج المؤسسات الإعلاميةفي عملية نشر ثقافة حقوق الإنسان بإنتاج أو رعاية مواد وبرامج داعمة لحقوق الإنسانوباللهجات المختلفة ، مع مراعاة فروق الاستيعاب ومخاطبة كافة الشرائح متعلمينوأميين ، أطفال وشباب وشيوخ ، رجال ونساء ،بما يتضمن ذلك الاستفادة من الوسائلوالمواد الإعلامية المحلية المتوفرة .

كما وشدد أبو الرب على أهمية وضع مواثيقشرف من منظور حقوق الإنسان لكافة قطاعات الإعلام تنبع من العاملين في هذه المجالاتأنفسهم وتعبر عنهم بصورة حقيقية . يتضمن ذلك الالتزام بأن يعكس الإعلام التنوعالثقافي والإثني والديني والسياسي في فلسطين، ويدعو لثقافة التآخي وحظر كافةالمواد الإعلامية المروجة للعنصرية أو العنف والكراهية ، وتجنب تقديم المواد التيتعكس الصور النمطية السالبة متضمناً التركيز على أن الحقوق توازيها واجبات علىالأفراد والجماعات القيام بها.

وأوضحأبو الرب أن إحدى القضايا المثيرة للجدل في علاقة حرية الصحافة باحترام مفاهيمحقوق الإنسان هي أن هنالك مسافة بين توعية الصحفيين وتثقيفهم بمفاهيم وقضايا حقوقالإنسان وبين ما يفهمه الصحفي على أن سعيه للسبق الصحفي والذي قد يكون في بعضالأحيان انتهاكا لحقوق الإنسان، لذلك فإن خصوصية المجتمع بمعزل عن التشريع العاملمفهوم حقوق الإنسان لا بد وأن تأخذ في عين الاعتبار. الأمر الآخر وهو تقاطع منطقالسبق الصحفي مع المسؤولية الاجتماعية للصحفي، فهناك علاقة قوية بين حرية الصحافة ومسئوليتها .فالحريةليست مطلقه بل تحدها حريات الآخرين .وإذا كانتالصحافة حق للمجتمع فان الصحافة لابد أن تقوم بدورها في خدمة المجتمع، وان تلتزم بمسئوليتها نحوه، وان تحترم ذاتيةالثقافة، ومنظومته القيمة، وحقه في الاستقلالوالحرية والدفاع عن نفسه،وأن حرية الصحفي ومسئوليتهأمران لا ينفصمان ، فالحرية التي لا تقترن بالمسئوليةتغرى بتحريف الأنباء وبالكثير من الانتهاكات الأخرى لحقوق الأفراد وحقوق المجتمع ، غير أنة إذا انعدمت الحريةاستحالت ممارسة المسئولية الاجتماعية للصحافة، وقال أنالمبادئ الأساسية لنظرية المسئولية الاجتماعية في الالتزامات ، وهذه الالتزاماتتحقق من خلال الحقيقة ، والدقة ، والموضوعية ، والتوازن ، وهذا الالتزام يتحقق منالتنظيم الذاتي للصحافة ، وعلى وسائل الإعلام أن تتجنب ما يمكن أن يؤدي إلىالجريمة والعنف ، وأن تعكس التنوع والتعدد في الآراء ، والمستوى الرفيع الذييتوقعه المجتمع من وسائل الإعلام .

وأكد انه إذا كان الصحفي علىدرجة عالية من المهنية والحرفية فبالضرورة يكون مؤهلاً ليحقق معادلة الحريةوالمسؤولية ويكون الأقل خطأ دائما فيما يكتب وينشر.وقال أن معايير المسؤولية لدىالصحفي مرتبطة بالالتزام بآداب وأخلاقيات المهنة وبالقوانين الناظمة للعمل الصحفيوميثاق الشرف الصحفي والالتزام برسالة الصحافة التي تقوم على الصدقية والبحث دائماعن الحقيقة والتأكد من صحة المعلومات قبل نشرها.وقال أن الصحافة تعمل ضمن منظومتينالأولى هي المنظومة القيمية أو الأخلاقية ، والثانية هي المنظومة التشريعية لافتاًإلى أن الأولى تشمل مواثيق الشرف الأخلاقية ومواثيق العمل المهني ومدوناتالسلوك.لافتناً إلى أهم المبادئ والخطوات العملية لإعداد التقارير الإعلاميةالمستهدفة للوعي بحقوق الإنسان عبر الوسائط المختلفة من إذاعة وتلفزيون وصحافةوغيرها.يجب أن تستند في المقام الأول إلى المبادئ العامة للعمل الصحفي والتي تتمثلفي مجموعة من القيم يمكن حصرها في الحق في الخصوصية والدقة والشمول والإلمامبخلفية الحدث ، والموضوعية الصحفية ،من حيث استخدام اللغة الأكثر علمية ودقةوتوازناً وإتقاناً .

وفي نهاية اللقاء أوصى المشاركون بدعوةمنظمات حقوق الإنسان لإصدار تقرير سنوي يرصد وضع الحريات الصحفية والإعلامية ،وبضرورة تعزيز وعي الإعلاميين بمفاهيم حقوق الإنسان .وسن التشريعات التي تتفق معالمعايير الدولية ومواثيق حقوق الإنسان ،وضرورة دمج كليات والأقسام ودوائر الإعلاموالصحافة لموضوعات حقوق الإنسان في مناهجها . ويحدد الانتهاكات التي حدثت عل ضوءالمواثيق والمبادئ الدولية لحقوق الإنسان ،وضرورة أن تتناول وسائل الإعلام قضاياحقوق الإنسان بتوسع . وتعزيز ودعم الصحافة الاستقصائية ،وتحقيق استقلالية أجهزةالإعلام وتمتعها بالديمقراطية والشفافية . وكفالة الحقوق الأساسية للإعلاميين.