يخطئ الفرد منا، ومن لا يخطئ؟
ولكن، نادرًا ما نجد من يقول: آسف، عذرًا أخطأت فمنك السماح، لم يكن قصدي أرجوك المعذرة.
هل تنقص قيمتك إذا اعتذرت؟ هل ينقص وزنك؟
"كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون"- هكذا ورد في الحديث الشريف، ولكنا لا نريد هنا أن يعلن المخطئ توبة معنا، فالتوبة لله، ولكن من حقنا أن نسمع كلمة الاعتذار، حتى لا تكون الإساءة في تكرار.
أخطأ أحدهم بحقي، فأراد أن يصالحني هكذا بالمصافحة.
طلبت منه أن يعتذر عما بدر منه لعظم ما قال، فأبى.
لماذا؟ هل الاعتذار عيب؟
وظل مصرًا على عدم الاعتذار.
ولما تدخل أهل الخير قلت لهم لحل الإشكال:
ليقل كنت أمزح معك، لم يكن قصدي....
وافق المحترم على هذا المخرج، وفتحنا صفحة جديدة.
فما رأيكم؟ هل أخطأت أنا في طلبي؟
......
قصة حدثت معي:
............
قبيل العيد أدخلت سيارتي لغسلها، فلما انتهى العامل من تنظيفها اكتشفت أن قطعة من لوازم السيارة الأمامية قد فقدت، وكنت على يقين تام أنها كانت في موضعها.
اتهمت العامل بطريقة أو بأخرى، وخرجت غضبان أسفًا.
في اليوم التالي توجهت للشركة لاستبدالها، فإذا بهم يجدون القطعة المفقودة وقد التصقت بأخرى حتى لا تكاد تبين.
عدت إلى العامل واعتذرت له.
واسمحوا لي أن أذكر -لا على سبيل المباهاة- أنني أهديته قميصًا ثمينًا لعله يخفف من ألمه الذي تجنيت عليه به.
قبل العامل اعتذاري، وحاول جاهدًا رد الهدية، لكني ذكرت له الحديث الشريف: "تهادَوا تحابّوا!"، فتجاوب معي.
عرف صاحب المحل المجاور بالحكاية، فسرعان ما قال وهو يرنو إلى القميص:
يا أبا السيد، تعال تعال!
هل نسيت أنك أسأت لي وأخطأت معي قبل سنة، ألا تذكر؟!