يتناول الشارع الفحماوي هذه الأيام حديث انتخابات بلدية ام الفحم بشغف ولهفة وكأن الانتخابات البلدية بعد يوم أو يومين, أو كأنه يوم عيد وطني يترقبه الشباب والفتيات ,النساء ,الرجال, الشيوخ والأطفال، وكل يتوعد وسيعبر عن رأيه وفرحته بالطريقة التي تروق له وتلبي رغباته وتحقق آماله وأحلامه..!. وفي خضم هذا وذاك ينقسم الشارع الفحماوي وتختلف وجهات النظر بين متفائل يريد التغيير وبين متشائم أو منتفع يعتقد أن لا بديل ..!. ومن وجهة نظري هذا هو التوقيت المناسب للمتفائلين أن يطرحوا البديل وأن يشقوا طريق التغيير ويعبدوه ويزينوه بالورود وأن يشعلوا مشاعل الأمل لينيروا درب التفاؤل بعد أن خيم الظلام الموحش واليأس طويلا ويسطروا المستقبل المشرق لأم الفحم ولو كلف ذلك كل ثمن أو بعد حين..!. هناك من يعتقد أن من أكبر انجازات الحركة الاسلامية في ام الفحم خلال الثلاثة عقود الماضية هو نجاحهم المطلق في التأثير والسيطرة على عقول الناس وعلى أموالهم وعلى مقدراتهم وحتى مشاعرهم ,على اعتبار أن الولاء للحركة وقراراتها وقياداتها الملهمة ومؤسساتها هو حد من حدود الله وبغض النظر عن سلامتها وصحتها أو هو ركن اساسي من اركان الاسلام والإيمان مسلم فيه ولا يجوز الخوض فيه أو التشكيك !. ومن وجهة نظري الشخصية أن الخطأ هو ليس خطأ الحركة الاسلامية (أنا لا أتهمها ..)أو أي تنظيم يسمح لنفسه أن يتصرف من نفس هذا المنطلق والمنطق مع اتباعه أو أنصاره وإنما الخلل من وجهة نظري يكمن في الطاعة العمياء التي تميز مجتمعاتنا ألعربية والاسلامية ,أو لنقل الخلل فينا نحن الأتباع !. أما بخصوص قرار الحركة الاسلامية بعدم خوض انتخابات بلدية ام الفحم ثم العدول عنه بطريقة "لمن نترك البلد " فإنما يؤكد من جديد كل ادعاءاتنا في كتلة الاصلاح والتغيير وعلى مدار سنوات بأن الحركة الاسلامية في ام الفحم وقياداتها وعناصرها لا يمكنها أن تتغذى ولا مؤسساتها والمتفرغين خاصة من دون خزينة المؤسسة الأكبر وهي بلدية ام الفحم, ولا يمكن التخلي عنها ببساطة، خاصة وفي هذه الظروف العصيبة بالذات...الأمر الذي يبرر ويفسر التشرذم والانقسامات واختلاف وجهات النظر داخل الحركة الاسلامية بخصوص الخوض أو عدم الخوض !. ونحن من وجهة نظرنا في كتلة الاصلاح والتغيير نعتبر أن موضوع خوض الحركة الاسلامية أو عدم الخوض هو شأن داخلي لا شجرة لنا فيه ولا بقرة ولن يغير هذا من مواقفنا حيال انتخابات بلدية ام الفحم ولا المشروع الذي طرحناه منذ خمس سنوات باسم كتلة الاصلاح والتغيير رئاسة وعضوية , ونعتقد أن الحركة الاسلامية بقرارها هذا(عدم الخوض ثم العدول عنه بطريقة استخفافيه وفوقية .. "لمن نترك البلد".. !) إنما تؤكد من جديد أنها لن تتخلى عن السلطة من محض ارادتها, وتصر على أن يكون ذلك فقط من خلال صناديق الاقتراع ,وهو الأفضل من وجهة نظرنا ,وحتى لا يقال مستقبلا أن التغيير حدث في ام الفحم لعدم خوض الحركة أو "إن غاب القط العب يا فار " .! وبغض النظر عن النتيجة ..فمن وجهة نظرنا الخسارة امام الحركة أفضل من الفوز من دون وجودها ,وحتى نقيم الحجة على ام الفحم والمواطنين ,وكي لا يقال يوما ما أن لا أحد يمكنه أن يقدم أو أن يطرح البديل ...!وحتى لا تعتقد النساء الفحماويات يوما ما أنهن توقفن عن الانجاب ..أو أنهن عواقر لا يمكنهن ولادة من يدير شؤون بلدية ام الفحم ونضطر حينها على استنساخ أو استرجاع أو استيراد..!. البديل من وجهة نظرنا موجود وبكل قوة ,لكن ما هو غير موجود حتى اللحظة هو الإجماع والقرار الفحماوي الحاسم والإرادة بخصوص التغيير مع قناعة الجميع بضرورة التغيير وحتميته..! ما هو غير موجود أيضا ايمان المواطن الفحماوي بنفسه وبقدراته الذاتية ..! وما هو غير موجود حتى اللحظة هو الصراحة مع النفس ومع الغير لنقول للخطأ خطأ بعينه..., والمطلوب أيضا والأهم أن نقدم الانتماء للبلد ومصلحة البلد على الانتماء لحركة أو شخص أو منفعة ضيقة..! وصدقت هند بنت عتبة القرشية حينما قالت لزوجها ابو سفيان يوم فتح مكة المشهود " هل كنا على ضلال يا ابا سفيان.. ؟" فقال لها وقلبه يعتصر الما ,يرى الحقيقة بأم عينه ولا يريد أن يصدق " نعم ...نعم كنا على ضلال يا هند ..".! متى يستفيق المواطن الفحماوي من .. وأخيرا وللأمانة أنا شخصيا أتفهم هذا التخبط والتردد لدى الحركة الاسلامية وقياداتها بخصوص الخوض من عدمه وذلك لأن بلدية أم الفحم فيها ملفات وملفات وفيها من التجاوزات ما فيها ولو تم فتح هذه الملفات ل.....................وهذا الذي يقلق ال ...