تعتبر الفنانة التونسية هند صبري من أشهر نجمات الوسط الفني، حققت نجاحا كبيرا بعدد قليل من الأفلام، وكعادتها أثارت الجدل في الفترة الأخيرة بسبب مواقفها خلال الثورة التونسية وقد لاقت نقدا لاذعا بسبب هذه المواقف الذي رأى البعض أنها سلبية تجاه ثورة بلادها حيث لم تظهر طوال أحداثها، وجاء اسمها ضمن "قائمة العار" التي ضمت أسماء شخصيات تونسية إعلامية وسياسية وفنية شهيرة لتأييدها للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في فترات سابقة. وبعد سقوط زين العابدين وهروبه إلي السعودية في مشهد درامي، لفتت هند صبري الأنظار بتصريحاتها النارية التي أطلقتها لتعلن تأييدها للثورة وتحذر في نفس الوقت من خطف انجازاتها ومكاسبها التي منحها الشهداء دماؤهم، وأعلنت صبري تبرؤها من النظام السابق وندمها على ذلك التأييد.
- جيل الثورة
رأى البعض أن هند صبري تناست أن الذين فجروا الثورة التونسية من نفس جيلها، وأنهم كانوا يعيشون في حالة من الفقر المتعمد ولم تفعل هند لهم شيئا أو تحاول مد يد العون لهم، بالرغم من معرفتها بأوضاعهم لكنها لم تلق لهم بالا علي الإطلاق، بل اكتفت بالاستفادة من نظام زين العابدين بوصفها فنانة تونسية سفيرة لبلدها في الخارج، وسكتت عما يقترفه النظام المخلوع من تجاوزات في حق أخوانها. وبعد أيام قليلة من الثورة، أثار انتشار فيديو علي مواقع التواصل الاجتماعي، جدلا كبيرا بين مستخدمي الانترنت، حيث ظهرت فيه هند وهي تمدح ما وصفته بـ"مكاسب تونس" في عهد الرئيس السابق، وتؤكد أن "سيادة الرئيس زين العابدين بن علي قدّم الكثير من الانجازات، سواء على المستوى الثقافي أو الاقتصادي أو الأمني". وتتابع هند صبري، دائماً نقلاً عن الفيديو: أنا كتونسية اشكره على كل ما فعل من أجلنا". ورغم أن تصريح هند صبري جاء قبل هروب الرئيس السابق، فإن الانتقادات الشديدة وجهت إليها من جانب التونسيين، وحمل الفيديو عنوان "الله لا يفضحنا". وبعد تزايد حدة الانتقادات والهجوم عليها للمرة الثانية، كشفت هند النقاب عن تعرضها للظلم في عهد الرئيس التونسي المخلوع، وأشارت إلي الضغوط التي تعرضت لها منها إجبارها على استخدام اسمها في الترويج للنظام. كما رفض الجمهور التونسي مشاركتها في فيلم يجسد الثورة التونسية ويحكي قصة حياة الشهيد "البوعزيزي" الذي أطلق شرارة الثورة الأولي، وذلك ردا علي موقفها من عدم مساندتها للثورة، في حين أبدت ولاءها للرئيس السابق وموافقتها علي توليه فترة ولاية سادسة. وبعد الأحداث المؤسفة التي شهدها "ستاد القاهرة الدولي" عقب مباراة فريقي الزمالك المصري والأفريقي التونسي يوم الأحد 3 ابريل الماضي، من اقتحام عدد من الجماهير لأرضية الملعب وتحطيم الإستاد، والاعتداء علي حكم المباراة ولاعبي الفريق التونسي، وعبر صفحتها علي الفيس بوك وجهت هند تحذيرها لمن يريد الوقيعة بين الشعبين المصري والتونسي، مؤكدة أن الأحداث مدبرة وهدفها خلق فتنة بين الشعبين الشقيقين، مُشيرة إلى الشعبين المصري والتونسي لن يقفوا أبداً أمام ما حدث، وسيستمر كل منهم في ثورته حتى يطهر بلاده من فلول الأنظمة السابقة.
- الفنانة السفيرة
في يناير 2010 اختارت الأمم المتحدة الفنانة هند صبري كسفيرة لمحاربة الجوع ضمن برنامج الغذاء العالمي في البلاد النامية وخاصة في الشرق الأوسط، وفور اختيارها أعربت عن سعادتها لمشاركتها في هذا البرنامج وأنها ستعمل علي المساهمة بدعم البرنامج مستغلة شهرتها الفنية، لتخفيف وطأة الفقر والجوع في العالم. وهند صبري من مواليد نوفمبر 1979، تخرجت من كلية الحقوق من تونس عام 2001، بدأت مشوارها الفني ولم يتعد عمرها 15 عاما، وكانت بدايتها من خلال مشاركتها في فيلمين يعدان من أبرز الأفلام العربية هما "موسم الرجال" و "صمت الصقور".
- مشوار النجومية
قدمتها المخرجة إيناس الدغيدي في فيلم "مذكرات مراهقة" عام 2001 أمام النجم أحمد عز، وبالرغم من تعرض الفيلم لانتقادات لاذعة لجرأته، إلا أنه فتح أمامها أبواب السينما علي مصراعيها، وأعطاها الفيلم شهرة واسعة في العالم العربي ومن ثم لمع اسمها بتعدد مشاركاتها حتى أصبحت واحدة من أهم النجمات في السينما المصرية لتلعب أول أدوارها الرئيسية في فيلم "مواطن و مخبر و حرامي"، ونجحت هند في الخروج من دائرة أفلام الإثارة، وقدمت عدة أفلام منها "ازاي البنات تحبك" و "عايز حقي" مع الفنان هاني رمزي، بالإضافة لفيلم "أحلي الأوقات". في عام 2004 فازت بجائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم "أحلي الأوقات" من المركز الكاثوليكي المصري، وتلونت هند بين سينما الشباب والكبار، حيث تعاونت في أفلامها مع مخرجين شباب، إلي جانب مشاركتها مع النجوم عادل إمام ونور الشريف ويسرا في فيلم "عمارة يعقوبيان" وهو ما يؤكد موهبتها وتفوقها وسط فنانات جيلها. في عام 2007 شاركت في لجنة تحكيم مهرجان دمشق السينمائي الدولي، وفي عام 2008 نالت جائزة أحسن ممثلة عن دورها في مسلسل "بعد الفراق" وأيضا عن دورها في فيلم "جنينه الأسماك".