90 % من مرضـي النـوع الأول من السكر..أطفال كتبت - هالة ابو زيد أصبح مرض السكر يهدد بشكل كبير صحة أطفالنا حيث تصل نسبته إلي حوالي واحد لكل ألف طفل في مصر, وقد أكدت الدراسات أنه يعد ثاني أكثر الأمراض المزمنة شيوعا بين أطفال العالم بعد الربو الشعبي.
هذا ما أكدته الدكتورة مني السماحي أستاذ طب الأطفال ورئيس وحدة سكر الأطفال بطب عين شمس موضحة أن النوع الأول من السكر
يمثل أكثر من90% من سكر الأطفال وينتج عن تدمير كامل لخلايا البنكرياس المفرزة للأنسولين لذا يعتمد الطفل طوال حياته علي الأنسولين التعويضي عن طريق الحقن يوميا ولا يوجد حتي الآن وسيلة قاطعة لمنع الإصابة حيث تتضافر عوامل متعددة لحدوث المرض منها الإستعداد الوراثي, وجود أجسام مناعية مضادة في دم الطفل, وكذلك التعرض لمؤثرات خارجية مثل الملوثات البيئية و الصدمات العصبية وبعض الفيروسات مثل فيروس الغدة النكفية.
وقد تزايدت مؤخرا نسبة الإصابة بالنوع الثاني لمرض السكر لدي الأطفال والمراهقين بعد أن كان يظهر في عمر الأربعينات, ويرجع ذلك لتزايد معدلات السمنة وتناول الوجبات الجاهزة, وقد أجرت الدكتورة مني السماحي دراسة أوضحت من خلالها أن نسبة البدانة حاليا في أطفال المدارس الإعدادية وصلت إلي18% بزيادة تمثل3 أضعاف عن مرحلة الثمانينات.
وتؤكد الدكتورة إيمان منير أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس أن البدانة سببا رئيسيا للإصابة بمرض السكر من النوع الثاني حيث تؤدي إلي المقاومة العامة للأنسولين في الجسم بمعني أن الأنسولين يفرز بشكل طبيعي بالجسم ولكن لا يستفاد منه. وتنصح الأمهات بضرورة الرضاعة الطبيعية المطلقة حتي عمر ستة أشهر مع إعطاء التطعيمات الدورية للأطفال وتناول فيتامين د الذي يقوي الجهاز المناعي ويتوفر في الكبدة وصفار البيض مع التعرض لأشعة الشمس.
وتشير الدكتورة مني السماحي إلي أن أعراض سكر الأطفال تتمثل في العطش الشديد وكثرة التبول التي قد تصل إلي تبول لا إرادي كما يتعرض جلد الأطفال لإلتهابات متكررة وشعور بالإجهاد الشديد وفقدان الوزن برغم الشراهة في الطعام. أما عن مضاعفات السكر, يوضح الدكتور محمد أبو الأسرار أستاذ مساعد طب الأطفال بجامعة عين شمس أن له تأثير مباشر علي الكلي, والبصر وكذلك الأعصاب ولو حدث وأخذ الطفل جرعة عالية من الأنسولين من الممكن أن يصاب بهبوط اضطراري بالسكر وقد يؤثر علي خلايا المخ لذا لابد من إجراء فحص شامل للكلي وقاع العين والأطراف لإكتشاف أي مضاعفات وعلاجها مبكرا.
وتقول الدكتورة وفاء السيد عوده وكيل كلية التمريض لشئون التعليم والطلاب بجامعة عين شمس أنه لابد من تغيير مفهوم علاج طفل السكر من مجرد وصف الدواء إلي مفاهيم أخري للاسرة والبيئة المحيطة وذلك من خلال الفريق الطبي الذي يتعاون مع أسرة الطفل لتوعيتهم بأهمية حقن الأنسولين بانتظام والإلتزام بالغذاء الصحي ومساعدته للتغلب علي الضغوط التي تواجه الطفل المصاب بالسكر وأسرته.
ويضيف الدكتور محمد العدوي أخصائي اجتماعي بوحدة سكر الأطفال بطب عين شمس أن طفل السكر يحتاج إلي رعاية اجتماعية ونفسية, ويتم ذلك من خلال برامج الأنشطة التي تنظمها طب عين شمس ويشتمل الغناء والتمثيل والقصص القصيرة وورش الرسم والأعمال اليدوية والتدريبات الرياضية والرحلات والمعسكرات والزيارات المدرسية. وتؤكد الدكتورة مني السماحي أن وحدة سكر الأطفال بطب عين شمس تقدم جميع خدماتها الطبية والتثقيفية والإجتماعية والنفسية بالمجان من اجل تحقيق الرعاية المتكاملة للأطفال مرضي السكر إلي جانب استخدام أحدث أنواع الأنسولين طويل المدي الذي يستمر مفعوله علي مدي24 ساعة وكذلك الأنسولين سريع المفعول للأطفال تحت سن7 سنوات,, وقد أدخل حديثا أحدث مضخة للأنسولين وهي عبارة عن جهاز صغير في حجم التليفون المحمول مبرمجة يتم توصيلها بالجسم من خلال إبرة توضع تحت الجلد أو بالبطن أو في الفخذ أو الذراع بحيث تضخ الأنسولين علي مدي24 ساعة.ويتم تغيير مكان الحقن بالمضخة كل ثلاثة أيام, كما تقيس نسبة السكر بالدم بشكل متواصل علي مدار اليوم وهكذا تكون مضخة الأنسولين الحديثة أقرب ما يكون للبنكرياس الطبيعي.