تاريخ قرغيزيا
قرغيزيا المستقلة
الفترة السوفيتية
ثورة السوسن
سيرة كرمان بك باقييف
تقع جمهورية قرغيزيا في شمال شرق آسيا الوسطى. وتنداح معظم اقاليمها في القسمين الغربي والاوسط لسلسلة جبال تيان شان.
وتحدها كازاخستان شمالا واوزبكستان غربا وطاجيكستان من الاتجاه الجنوب الغربي والصين من الاتجاه الجنوب الشرقي والشرق.
اقيمت العلاقات الدبلوماسية بين قرغيزيا وروسيا الاتحادية في 20 مارس/آذار عام 1993 . وتتمتع قرغيزيا بعضوية رابطة الدول المستقلة وهيئة الامم المتحدة ومنظمة معاهدة الامن الجماعي ومنظمة شنغهاي للتعاون.
لا تطل قرغيزيا على البحار. وتحتل الجبال أكثر من ثلاثة ارباع اراضيها.
وتقع في اقصى شمال شرق قرغيزيا بحيرة /ايسيك كول/ الجبلية التي بنيت على شواطئها مصايف ومخيمات سياحية عديدة. وثمة بحيرة اخرى اسمها /ميرتسخابيره/ تقع على ارتفاع 3500 متر فوق سطح البحر وتبعد عن بحيرة ايسيك كول 50 كيلومترا تشتهر باختفاء كميات هائلة من مياهها في موسم الربيع ، الامر الذي يؤكد وجود انهر في جوف جبال قرغيزيا.
تشغل مشارف وادي فرغانة الشمالية والشرقية والجنوبية مناطق حدود قرغيزيا مع اوزبكستان. اما الوادي نفسه فيعود الى اوزبكستان.
وتنقسم قرغيزيا جغرافيا الى قسمين كبيرين، وهما شمال البلاد وجنوبها. وتفصل السلاسل الجبلية الوعرة بين هذين الاقليمين اللذين يواجه بعضهما البعض على مدى التاريخ. وتم ربط الاقليمين بواسطة اوتوستراد جبلي /بشكيك – اوش/.
التاريخ
نشأت اولى الدويلات في اراضي قرغيزيا المعاصرة في القرن الثاني قبل الميلاد. وفي القرن الخامس الميلادي استقرت القبائل الرحل القرغيزية في شمال قرغيزيا.
القرنان السادس عشر – الثامن عشر
عام 1710 – قامت إمارة (خانية) قوقند في وادي فرغانة. وفي اعوام 1760 – 1765 – قام الخان آبيلاي الكازاخي بغزو قرغيزيا وتهجير قسم من قبيلة القرغيز الى وسط إمارة(خانية) كازاخستان.
عام 1825 – تم في قوقند تأسيس قلعة بيشبيك( بيشكيك) عاصمة قرغيزيا المعاصرة
عام 1847 – قام الخان الكازاخي كينيساري بحملة عسكرية ضد القرغيز.
في اعوام 1855 – 1864 سقطت قلعة بيشكيك وتم فتح قرغيزيا على ايدي القوات الروسية. وبعد سقوط امارة (خانية) قوقند عام 1876 تم ضم قرغيزيا الى الامبراطورية الروسية.
الفترة السوفيتية
بعد قيام ثورة اكتوبر عام 1917 اصبح القيرغيز وجميع شعوب آسيا الوسطى ضمن الجمهورية السوفيتية.
عام 1918 - انظمت قرغيزيا الى جمهورية تركستان ذات الحكم الذاتي.
في عام 1924 - تم تأسيس مقاطعة قره- قرغيزيا ذات الحكم الذاتي ضمن جمهورية روسيا الاتحادية السوفيتية الاشتراكية . وفي عام 1926 تم تأسيس جمهورية قرغيزيا ذات الحكم الذاتي.
في عام 1936 نالت قرغيزيا الوضع القانوني للجمهورية الاتحادية ضمن الاتحاد السوفيتي.
في 4 – 6 يونيو/حزيران عام 1990 وقع النزاع في اقليم اوش بين الاوزبك والقرغيز.
عام 1990 - تم انتخاب عسكر آكايف كأول رئيس لقرغيزيا
قرغيزيا المستقلة
تم اعلان استقلال قرغيزيا يوم 31 اغسطس/آب عام 1991 خلال تفكك الاتحاد السوفيتي.
في يوم 5 مايو/آيار عام 1993 تم اعتماد اول دستور للجمهورية القرغيزية بصفتها دولة ذات سيادة. كما تم تغيير تسمية الدولة وحلت الجمهورية القرغيزية محل قرغيزستان.
في 10 مايو/آيار عام 1993 تم اعتماد /سوم/ بصفته عملة وطنية للجمهورية القرغيزية.
في عامي 1999 و2000 حاول مقاتلو الحركة الاسلامية في اوزبكستان التوغل في اراضي قرغيزيا في مقاطعة بانكين المعاصرة ، لكنهم انهزموا وانسحبوا الى اوزبكستان.
وقعت في 16 – 18 مارس/آذار عام 2002 اشتباكات بين السكان المحليين وقوات الامن في منطقة /اقسيه/ حيث وقف السكان دفاعا عن نائب البرلمان عزيم بيك بيكنزاروف . كما طالب السكان بالتخلي عن ابرام اتفاقية الحدود القرغيزية الصينية. وقامت المعارضة القرغيزية بتنظيم مظاهرات احتجاج في بعض الاقاليم وعامة البلاد. واسفرت الاشتباكات عن سقوط ضحايا. وادت الازمة في منطقة اقسيه الى استقالة حكومة رئيس الوزراء انذاك كرمان بيك باكييف.
ثورة السوسن
في 24 مارس/آذار عام 2005 قامت ثورة السوسن بعد ازمة حادة للسلطة وقعت بعد اجراء الانتخابات البرلمانية واسفرت عن وقوع اضطرابات شعبية في الاقاليم الجنوبية الفقيرة وبالتحديد في مقاطعتي /جلال اباد/ و/اوش/ حيث جرت المظاهرات الجماهيرية الواسعة بمشاركة ممثلي مختلف الاحزاب. واستولى المتظاهرون على المباني الادارية في المقاطعتين، ووقعت اشتباكات بين القوات الخاصة والمدنيين. وتمخضت الانتفاضة عن اسقاط نظام الرئيس عسكر آكايف ووقوع اعمال النهب والعنف العديدة في الاسواق والمراكز التجارية للعاصمة. فصعدت المعارضة برئاسة كرمان بيك باقييف الى السلطة في بيشكيك. اما الرئيس عسكر آكايف الذي فر من البلاد فوقع بعد فترة بيان استقالته الطوعية من منصب رئيس الجمهورية .
اجريت في صيف عام 2005 في البلاد الانتخابات الرئاسية التي اسفرت عن انتخاب كرمان بيك باقييف رئيسا للبلاد، وتم تعيين فيلكس كولوف في منصب رئيس الوزراء. لكن لم يحول ذلك دون الصراع من اجل السلطة في قرغيزيا.
في فبراير/شباط عام 2006 قدم عمر بك تيكيبايف الاستقالة من منصب رئيس البرلمان القرغيزي بعد وقوع نزاع بينه وبين رئيس الجمهورية كرمان بك باقييف، فانتخب مراد سلطانوف الذي كان يشغل منصبي محافظ البنك الوطني ووزير المالية في زمان عسكر آكايف رئيسا للبرلمان القرغيزي.
في 29 ابريل/نيسان عام 2009 اجرت المعارضة الجديدة مظاهرة بطلب تنفيذ التعهدات التي التزم بها الرئيس ورئيس الوزراء لدى انتخابهما. وبصورة خاصة الحيلولة دون تولي اشخاص من فئة المجرمين السلطة في البلاد. وحضر باقييف وكولوف لالقاء الكلمة امام المتظاهرين فتعهدا بتنفيذ هذه المطالب.
قد طالت فترة الاصلاحات . وكان الرئيس باقييف قد شكل المجلس الدستوري الذي كان من شأنه اعداد دستور جديد. لكن باقييف فاجأ معظم انصاره عندما ادخل اعضاء جددا في المجلس بحيث يبلغ تعداده 300 عضو. فحاول الرئيس مواصلة العمل على ادراج تعديلات في الدستور لكنه واجه مماطلات وتأجيلات عديدة، الامر الذي زاد من التوتر بين انصار باقييف وكولوف في ثورة السوسن من جهة والمعارضة من جهة اخرى.
في 2 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2006 بدأت المعارضة مظاهرة الاحتجاج بدون توقف على المماطلة في الاصلاح الدستوري. وطالب المتظاهرون باستقالة الرئيس باقييف ورئيس الوزراء كولوف.
في 6 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2006 قام باقييف بتقديم مشروع الدستور الى البرلمان. لكن النواب المعارضون قاطعوا اجتماع البرلمان فاجتمع في ساحة "علا تو" ببيشكيك حتى 5 آلاف متظاهر طالبوا بانجاز الاصلاح الدستوري واصلاح التلفزيون القرغيزي وتأسيس التلفزيون الاجتماعي واستقالة الشقيقين كونغاتييف النائب العام ورئيس شرطة بيشكيك وعمدة بيشكيك ناغويف والقائم باعمال وزير الداخلية غورونوف وتشكيل الحكومة الشعبية وتصفية بزنيس العائلة وتسليم ممتلكات عسكر آكايف الى الشعب.
وقررت السلطات القيام بمظاهرة مضادة للمعارضة في 7 نوفمبر/تشرين الثاني، فاقترح نائب البرلمان تقيبايف جعل البرلمان يلعب دور الجمعية التأسيسية التي تعتمد الدستور الجديد لدى غياب النصاب القانوني .
في منتصف ليل يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2006 قام البرلمان بتشكيل الجمعية التأسيسية واعلان عملية جمع التواقيع تحت الصيغة الجديدة للدستور . وتم اعتماد الدستور الجديد في الساعة 12 ظهر يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني. ونص الدستور على ان يحتفظ كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بصلاحيتهما حتى عام 2010 وتشكيل حكومة جديدة وعدم مشاركة الرئيس في تشكيلها. ثم وقعت اشتباكات يقال انها استفزازية بين انصار باقييف وكولوف من جهة والمعارضة من جهة اخرى .
في يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2006 قام الرئيس باقييف بتوقيع الصيغة الجديدة للدستور التي وسعت صلاحيات البرلمان وقللت من صلاحيات الرئيس. لكن عمر هذا الدستور كان قصيرا.
في يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2006 قدمت الحكومة القرغيزية استقالتها فوافق الرئيس عليها. وكان معظم المحللين السياسيين يعتقدون ان حل البرلمان سيلي استقالة الحكومة ويفصح مجالا ليسرى مفعول الدستور الجديد الذي يمكن الحزب الفائز في الانتخابات من تشكيل الحكومة.
يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2006 اعتمد البرلمان صيغة جديدة اخرى للدستور معرضا لخطر حله من قبل الرئيس. وسرى مفعول الدستور الجديد اعتبارا من لحظة نشره يوم 16 يناير/كانون الثاني عام 2007. فاستعاد الرئيس بموجب الدستور الجديد كافة صلاحياته وقام بتعزيز سلطته.
في شهر يناير/كانون الثاني عام 2007 انهار التحالف بين الرئيس باقييف ورئيس الوزراء كولوف حين لم يتمكن كولوف من جمع الاصوات الكافية من نواب البرلمان لتعيينه في منصب رئيس الوزراء. فرفض باقييف ترشيحه لهذا المنصب مرة ثالثة.
في يوم 30 يناير/كانون الثاني عام 2007 وافق البرلمان على تعيين عزيم عيسى بيكوف الذي كان يتولى منصب وزير الزاراعة رئيسا للوزراء.
في يوم 14 سبتمبر/ايلول عام 2007 اصدرت المحكمة الدستورية في الجمهورية القرغيزية قرارا بالغاء صيغة الدستور المعتمدة يوم 16 يناير/كانون الثاني عام 2007 وعاد يسري مفعول الدستور المعتمد في 18 فبراير/شباط عام 2003 .
في يوم 24 ديسمبر/كانون الاول عام 2007 وافق البرلمان على تعيين ايغور تشودينوف رئيسا للوزراء.
في 23 يوليو/تموز عام 2009 جرت الانتخابات الرئاسية التي فاز بها كرمان بك باكيف. ولم تستطع المعارضة مقاومة الضغط الاداري. اما مرشحا المعارضة ألماز بك اتامبايف وجينيش بك نزارلييف اللذان رفضا المشاركة في الانتخابات بحجة عدم شرعيتها ففقدا تأييد السكان. سيرة كرمان بك باقييف
ولد كرمان بك باقييف يوم 1 اغسطس/آب عام 1949 في قرية ماسادان بقرغيزيا. وكان ابوه مديرا لتعاونية زراعية. ولديه 7 اشقاء.
تخرج عام 1978 من معهد كويبيشيف للتكنولوجيا بتخصص الآلات الحاسبة. وعمل منذ 1971 حمالا في مصنع تعليب الاسماك.
استدعي عام 1974 للخدمة في الجيش السوفيتي. وبعد انهاء الخدمة العسكرية رجع عام 1976 الى مدينة كويبيشيف حيث عمل ميكانيكيا ثم مهندسا في مصنع.
انتقل عام 1979 الى مدينة جلال آباد حيث تم تعيينه في منصب كبير المهندسين في مصنع ثم شغل منصب مدير مركز الحسابات في المصنع نفسه.
في الفترة ما بين عام 1985 و1990 تولى كرمان بك باقييف ادارة مصنع "بروفيل" التابع لوزارة الصناعة الالكترونية بمدينة كوك يانغاك بقرغيزيا.
عام 1991 عمل نائبا لرئيس مجلس السوفيت في مقاطعة جلال آباد
عام 1992 تولى ادارةمنطقة تغوز تروز بمقاطعة جلال آباد.
عام 1994 تم تعيينه في منصب نائب رئيس صندوق ممتلكات الدولة ونائب رئيس ادارة مقاطعة جلال آباد.
في عام 1995 تولى ادارة مقاطعة جلال آباد
في الفترة ما بين عام 1997 وعام 2000 ترأس ادارة اقليم تشويسكايا بقرغيزيا
في عام 2000 شغل منصب رئيس الوزراء في جمهورية قرغيزيا . وفي 22 مايو/آيار قدم الاستقالة من منصب رئيس الوزراء بسبب وقوع احداث مأسوية اسفرت عن اضطرابات جماهيرية ومقتل 5 اشخاص واصابة العشرات بجروح في جنوب البلاد.
في الفترة ما بين اكتوبر/تشرين الاول عام 2002 ومارس/آذار عام 2005 كان باقييف نائبا في البرلمان القرغيزي.
في فبراير/شباط عام 2003 دخل في كتلة نواب البرلمان "اقاليم قرغيستان"
في عام 2004 انتخب رئيسا لاتحاد القوى السياسية "حركة قرغيستان الشعبية"
في 25 مارس/آذار عام 2005 تم تعيينه قائما باعمال رئيس الجمهورية ورئيسا للحكومة القرغيزية.
في 28 مارس/آذار عام 2005 تم تعيينه رئيسا للحكومة القرغيزية
في 10 يوليو/تموز عام 2005 تم انتخابه رئيسا للجمهورية القرغيزية.
منح باقييف عدة اوسمة دولية، منها وسام بطرس الاكبر الروسي ووسام "النجمة الفضية" للجمعية البرلمانية في رابطة الدول المستقة.
فاز باقييف في الانتخابات الرئاسية عام 2009 بقرغيزيا.
يتقن اللغات القرغيزية والروسية والاوزبكية.
كرمان بك باقييف متزوج. ولديه ولدان.
ويشغل ابنه الاكبر منصب رئيس جهاز الامن الوطني في الجمهورية القرغيزية. اما ابنه الاصغر فيتولى ادارة وكالة التنمية والاستثمارات والمبتكرات في قرغيزيا.