تمر كل فتاة بمراحل ومحطات مختلفة في حياتها حتى تستقر بها سفينة الحياة وترسو على الزواج وتكوين أسرة، أو تبقى عانسة فتندب حظها لأنها لم تتزوج ولم تنجب ولم تذق طعم الأمومة! فبدءا من مرحلة الطفولة في كنف وحضن الوالدين، وما تتلقاه من عناية ورعاية واهتمام وحنان وعطف وتوجيه، وهي مطيعة ومستمعة للنصائح والتوجيهات والتعليمات! فتكون مثل الصفحة البيضاء تنطبع عليها كل عادات وتقاليد وطبائع وأخلاق وسلوكيات الأسرة، سواء أكانت هذه التربية محافظة أو متحررة.. لا خيار إلا القبول والخضوع دون نقاش أو تمرد! إلى ان تدخل سن المراهقة، وتكتمل عندها معالم الأنوثة، فتبدأ بنسج خيوط عالمها الخاص، وتبدأ بالتفكير خارج أوامر وتعليمات المنزل، فتنسج وتحيك علاقات التعارف مع محيطها سواء أكان ذلك مع ابن الجيران أو زميل في المدرسة أو شاب في الشارع.. وتبدأ ميولها بشكل فطري وغريزي لمخالطة الجنس الآخر مع زيادة اهتمامها بهندامها وماكياجها ولبسها.. وكل هذا إما لإشباع رغباتها الفضولية أو الغرامية مع اكتشاف الجنس الآخر وعالمه الخاص، أو لتختار شابا بقصد الزواج المباشر دون مقدمات ودون علاقة حب وغرام إذا وجدت في الشاب طبائع وأخلاق ومواقف قريبة من شخصيتها أو تتطابق مع تفكيرها وتعاملها وتحقق أحلامها وطموحاتها نحو مستقبل مشترك وصولا إلى بناء أسرة سعيدة. فبداية العلاقة الغرامية تكون في الظلام وبالسر وبالزوايا بين الجدران المغلقة وخارج أعين مراقبة الأهل وخاصة الأخ الذي يسمح لنفسة بإقامة علاقات غرامية مع أي فتاة ويصعب عليه تقبل أي علاقة لأخته مع شاب آخر ليقينه وعلمه ان فتاة أحلامه أخت لشاب آخر وعند أي حديث مع أخو البنت الآخر الذي يعلن صراحة انه لا يسمح لأخته بالحب مع أي شاب علما ان أخته قد نسجت خيوط الحب مع صديقه أو زميله. مع عامل الزمن تبدلت طرق اللقاء والتعارف والاختلاط بين الشباب فبينما كان اللقاء سرا والحديث همسة أصبح اللقاء والمواعيد بالخلوي وعلى مواقع التشات صوت صورة وأصبح سهلا تبادل الآراء والمواقف ومناقشة جميع القضايا حتى الجنسية وغالبا يتسم الحب بين الطرفين بطابع الإعجاب والشوق والمبالغة والمجاملة وبناء أحلام وردية والوعود بالطيران والسهر فوق سطح القمر رضاء للطرف الآخر. وغالبا يفشل الحب الأول كون الطرفين بسن المراهقة يتصرفون حسب عواطفهم وقلوبهم وغرائزهم لكن يبقى الحب الأول محفور في القلب يدوم ويدوم ويبقى في ذاكرة الطرفين بكل براءة وتقدير. ويعود الطرفان التفكير بشكل سليم والاختيار حسب عقولهم لا بعواطفهم مستفيدين من التجربة الأولى رغم حلاوتها وشقاوتها أحيانا.. وعندما تخطب الفتاة قد تمتد فترة الخطوبة بحجة اكتشاف الطرف الآخر وسبر أغواره وأعماق تفكيره وكثير من حالات الخطوبة الطويلة انتهت بالفشل وفسخ الخطوبة لان البريق واللمعان لم يكن من الذهب الأصلي فسرعان ما يذهب القشور وينكشف المعدن وحقيقته والدخول في متاهات ومناقشات الحق والباطل الصح والخطأ. وقسم يتزوجان بمباركة الأهل وينتقلان إلى مرحله أخرى مرحلة الزواج وتحمل المسؤولية مسوؤلية الزوج والأسرة وتبدأ حياة جديدة مع أسرة تختلف عن أسرتها بطريقة التعامل وطريقة التفكير وحتى بالطبخ وهنا لابد من التلاؤم مع الواقع الجديد وذا بقت الزوجة مع الأسرة ستدخل صراعا جديدا مع الحماة أم العريس رغم أشكال التظاهر بالأيام الأولى ومظاهر العطف والمدح للعروسة الجديدة ومعروف ان الحماة لا تقبل القادم الجديد لأنها تسعى للسيطرة على أمور المنزل من استقبال ورعاية بزوجها ونوعية الطبخ والأم التي سهرت وكبرت ابنها لديها الخوف على بأنها فتبقى تعامله كطفل بحاجة إلى رعاية واهتمام منه بشكل خاص والزوجة تسعى للاهتمام بزوجها فيقع الصراع بين المراتين وزعامة البيت لمن للزوجة التي خرجت للتو من هيمنة وسيطرة والديها والحماة التي لا تقبل ان تدخل امرأة وتنافسها أو تأخذ منها زمام الأمور فيبقى الصراع مستمرا مثلا الحماة نست أو تناست إنها يوما ما كانت كنه وكانت تلاقي نفس القسوة من الحماة وتنسى الزوجة الكنه إنها يوما ستصبح حماة وستعامل كنتها نفس المعاملة. ويبقى الحل الامثل هو الاستقلال ببيت زوجي ولو كوخ صغير ولكن كثير الشباب يعانون من البطالة وعدم إمكانية الاعتماد على الذات فنجدهم بعد الزواج ينتظرون المعونة والمساعدة من الأهل ويبقون تحت رحمة الوالدين الذين يعانون هم أيضا من ضائقة ذات اليد فتزداد كاهلهم بزوجة وأولاد جدد ومسؤوليات ومصاريف أما من انعم الله عليه بالمال والجاه فينتقل مباشرة من حفله الزفاف إلى شقة جديدة مفروشة ومجهزة بكل اللوازم والاحتياجات المنزلية والزوجية. فيعيشون بثبا ت ونبات ويخلفون صبيان وبنات..
خالد بهلوي، (فتيات ومحطات) خاص: نساء سورية