وصلتني في الآونة الأخيرة ثلاث رسائل إلكترونية بالإنجليزية من صديق لبناني وارتأيت نقلها إلى اللغة العربية لما قد يكون فيها أكثر من مغزىً.
الكلب الضاري
في حديقة عامّة في نيويورك انقضّ كلبٌ ضارٍ على شاب يافع وصادف أنّ عابرَ سبيل قد شاهد ذلك فأسرع ليخلّصَ الشاب من الكلب وهاجم الكلبَ وأرداه قتيلاً خنقا. في تلك الأثناء كان مُراسل صحفي لنيويورك تايمز يرصُد تلك الحادثة ملتقطاً صوراً فوتوغرافية لتظهرَ على الصفحة الأولى من عدد الصحيفة في اليوم التالي. تقدّم المراسلُ إلى المنقِذ قائلاً : إنّ صورتك البطولية ستُنشرُ في عدد الغد تحت العنوان "نيويوركيّ شجاع يخلّص شابا ". لستُ نيويوركيّاً، أجاب بطلُنا المقْدام. آ- في هذه الحالة علينا تبديل العنوان: أمريكيّ شجاع ينقذ شابا من كلب ضارٍ. ولستُ أمريكيّاً أيضا، ردّ بطلُنا المغْوار. ومَنْ تكون حقّاً إذنْ؟ إنّي باكستانيّ. حسناً. وفي اليوم التالي تصدّر العنوان الآتي الصفحةَ الأولى من نيويورك تايمز: كلبٌ أمريكيّ يموت خنقا بيد أصوليّ مسلم في حديقة عامّة في نيويورك. و FBI ―Federal Bureau of Investigation أي وكالة الاستخبارات الأمريكية تحقّق في إمكانية وجود علاقة له بالقاعدة.
المتسوّلان
كان مُتسوِّلانِ يقعُدان الواحد بجانب الآخر في شارع ما في مدينة مكسيكو. كان لأحدهما صليب وُضع أمامه وللآخر نجمة داؤود وقد مرّ بهما أناسٌ كثيرون ونظروا إليهما ووضعوا بعضَ النقود في قبّعة المتسوّل القاعد خلفَ الصليب واتّفق أنّ مرّ كاهن مسيحيّ ولاحظ أنّ العديدَ العديد من المارّة يتصدّقون على الجالس خلفَ الصليب فقط، فما كان منه في نهاية المطاف إلا أنْ توجّه إلى المتسوّل الجالس وراء نجمة داؤود وقال له: ألا تعي أنّ هذه الدولةَ كاثوليكيّة؟ لنْ تتصدّقَ الناسُ عليك بأيّة نقود طالما أنّك تجلس وأمامَك نجمة داؤود لا سيما وبجانبك متسولٌ أمامَه صليب! استمعَ هذا المتسولُ لكلام الكاهن ثمّ التفت إلى المتسول الآخر ذي الصليب هامسا: يا مُويْشِي! أُنظُرْ منْ يُحاول تعليمَنا التسوّل!
خمسة وعشرون دليلا على حياة أكثر صحيّةً
١) إذا كنتَ منفتحَ العقل أكثرَ من اللزوم فإنّ دماغَك آيلُ إلى السقوط. ٢) إنّ العمل ثَمنٌ مرتفعٌ جدا للحصول على البلوغ والرشد. ٣) إنّ الذهابَ إلى الكنيسة لا يجعلك مسيحياً كما أنّ الذهاب إلى المرآب (الكراج) لا يجعلك ميكانيكيّا. ٤) الذكاء الاصطناعي ليس صِنْواً للبلاهة الطبيعية. ٥) إذا كان عليك الاختيار بين شرّيْن فاخْترْ ما لم تجرّبْ من قبلُ! ٦) فكرتي عن العمل المنزليّ كنْسُ الغرفة بنظرة. ٧) لا ذرّةَ من دليل تدعم الرأي القائل إنّ الحياةَ جدّيّة. ٨) الحصول على المغفرة أيسرُ من الحصول على الاستئذان. ٩) لكلّ عملٍ برنامج حكوميّ مساوٍ ومضادّ له. ١٠) إذا كنتَ شبيهاً لصورتك في جواز السفر فإنّك على الأرجح بحاجة إلى رحلة. ١١) تفوق سرعةُ الفواتير في البريد مرّتين سرعةَ الشيكات. ١٢) "الضمير" هو ذلك الذي يؤذي في حين أنّ جميعَ أعضائك الأخرى تتمتّع بصحة ممتازة. ١٣) كُلْ جيّداً، كُنْ ذا لياقة بدنية فإنّك زائل على كل حال. ١٤) الرجال من التراب والنساء من التراب، ولا بدّ من التعامل معهما. ١٥) لا رجلَ قد أُطْلق الرصاصُ عليه بينما كان يغسل الصحون. ١٦) حِمية متوازنة، بَسكوتة في كل كفّ. ١٧) متوسّط العمر يكون عند استبدال المكان ما بين اتساع العقل وضيق الخصر. ١٨) يبدو على الدوام أنّ الفرصَ الذاهبة أكبرُ من الآتية. ١٩) سَقَطُ متاع البيت هو ما كنتَ قد احتفطتَ به عبر سنوات وسنوات وتخلّصتَ منه ثلاثةَ أيّام قبل الحاجة إليه. ٢٠) هناك دائما مأفونٌ واحد بالإضافة إلى ما أحصيتَ. ٢١) إنّ التجربةَ أمرٌ ممتاز، إذ أنّها تجعلك قادراً على التعرّف على خطأ عندما تقترفه ثانية. ٢٢) بمرور الوقت تستطيعُ جعل النهايات تتلاقى، إنّهم يحركون النهايات. ٢٣) إنّك لن تزن أكثرَ من ثلاجتك. ٢٤) مَن يفكّر بصورة منطقية يعنى خلافَ العالم الحقيقي. ٢٥) طوبى لمن بمقدورهم الضحك على أنفسهم إذ لن يدخلَ الضَجَرُ والمللُ حياتَهم.