العرب في عكا يسطرون هذه الأيام نضالآ في سبيل الوجود، وضد تهويدها، والاعتداء على حرماتها وتاريخها، ولكي يظل الحرف العربي متألقًا فيها.
كنت كتبت قُـصَـيِّـدة- هي المقطوعة الأولى، ونشرتها في مجموعتي "ما قبل البعد". القدس: مطبعة الرسالة- 1993، ص 27.
أما المقطوعة الثانية فقد أضفتها بعد ذلك، ولم أنشرها:
..............................................................................
عكاء
(1)
عَكّا امرأةٌ عَنَسَتْ
لم يَلْمسها رَجلٌ حتى الآنْ
داعَبَها حلمٌ، ناغاها،
فَغَدَت طِفْلَهْ
ضاعَ أبوها في السّرداب الموصِلِ للبحرْ،
ألقاهُ البحرُ على أمواجِ الذّلّهْ
يسألُ عن عَكّا في عَكّا
ترشدُهُ امرأةٌ عَنَسَتْ
ترنو للضوءِ الممتَدِّ
المُشْتَدِّ
(وما يَئِسَتْ)
(2)
عكا لم تخش هدير البحر
عكا نظرت من سور نحو الشرق
نحو التلــة
وبكل الفخر
تهزأ من آثار القدم النابليونية
تبحث عن قبعته
في غمزة عين عكاوية.
يقف الجزار المسجد والقائد
يقف الميناء الصامد
يطلع كنعان
يهدي للسرداب الموصل للبحر
ويبارك عكا في عكا
والتاريخ الماجد!