محطة فضائية جديدة تضم طاقما متعدد الجنسياj ذراع آلي التشغيل يلتقط مركبة شحن يابانية أثناء تحليقها في الفضاء
بقلم شيريل بيليرين واشنطن- للمرة الأولى منذ العام 1998 حينما بادرت الولايات المتحدة وروسيا إلى إطلاق أول قسمين من محطة الفضاء الدولية، يشاهد العالم الآن طاقما من ستة أشخاص يعيشون ويعملون على متن المحطة المدارية ويمثلون جميع الوكالات الفضائية الدولية الخمس المشاركة في المهمة الفضائية.
جدير بالتنويه أن المختبر المداري هو مشروع دولي تعاوني بين وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ووكالة الفضاء الفدرالية الروسية (روسكوزموس) ووكالة الفضاء الكندية ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية ووكالة الفضاء الأوروبية.
وينهمك في تنفيذ المشروع أكثر من مئة ألف شخص يعملون في وكالات الفضاء والمرافق المتعاقدة معها في أميركا وشتى أنحاء العالم.
ويبلغ طول المحطة الفضائية، التي تم إنجاز 83 بالمئة منها الآن حسب ناسا، 102 متر. ومنذ أول إطلاق لها تم القيام بـ29 رحلة فضائية إليها من أجل بنائها. وبعد 126 رحلة مكوكية، لم يتبق سوى القيام بثمان من هذه الرحلات قبل أن يتم إحالة أسطول المكوك هذا على التقاعد حين يتم إنجاز المحطة في العام 2010.
وبهذا الخصوص، قال مايك سفرديني مدير برنامج محطة الفضاء الدولية في بيان له على الموقع الإلكتروني لوكالة ناسا: "إن هذا الإنجاز التكنولوجي المذهل في المدار الفضائي لا تضارعه سوى روح التعاون والمثابرة من قبل جميع المشاركين في المراكز الأرضية. وقد أفلحنا في تذليل الصعاب الناشئة عن تعدد اللغات بين أفراد الطاقم وتباين مفاهيمهم الهندسية."
لقاء الشركاء
انطلق الملاح الفضائي الروسي رومان رومانينكو وزميلاه الكندي روبرت ثيرسك والأوروبي فرانك دي وين إلى المحطة يوم 27 أيار/مايو على متن مركبة سويوز من قاعدة بايكونور كوزمودروم في كازاخستان. و ثيرسك هو أول طيار كندي يقوم برحلة فضائية طويلة.
وحينما وصل الملاحون الثلاثة، الذي أطلق على مهمتهم اسم "إكسبيديشن 20" إلى المحطة بعد يومين من انطلاقهم إلى الفضاء يوم 29 أيار/مايو، رحب بوصولهم قائد المهمة الروسي جنادي بدالكو ومهندسا الرحلة الأميركي مايكل بارات والياباني كويتشي واكاتا.
العمل في الفضاء
لا تزال محطة الفضاء الدولية في مرحلة التركيب. ولهذا فإن القدر الأكبر من أعمال الطاقم ينصب على تركيب وتشغيل الآلات وتفحص المعدات والمرافق الجديدة. أما في المرافق القائمة حاليا فإنهم يقومون بصيانة الطاقة الكهربائية ومعدات الاتصالات وأجهزة الكومبيوتر ومعدات الإنقاذ والضبط الحراري ومكونات الأبحاث.
جدير بالذكر أيضا أن أفراد طاقم محطة الفضاء الدولية يجيدون اللغتين الإنجليزية والروسية. فهم يتخاطبون بالروسية حينما يقومون بتشغيل الأنظمة الروسية في الأجزاء الروسية من المحطة، ولكنهم يتخاطبون باللغة الإنجليزية حينما يقومون بتشغيل الأنظمة الأميركية في الأجزاء الأميركية من المحطة. والطريف في الأمر أن جميع أفراد الطاقم يستخدمون لغات أخرى لتحسين فهمهم للنواحي التقنية والثقافية من تلك اللغات.
وتتراوح المهام على متن المحطة من القيام بأعمال تصليح معقدة لقطعة معطوبة إلى تنظيف المغاسل ونقل القمامة إلى عربة التدوير. ويشترك جميع الأفراد في طهي الطعام وغسل الصحون والأطباق وما إلى ذلك.
إكبيديشن 20
من بين التحديات التي يواجهها أفراد الطاقم الستة استخدام نفس الحمام والمراحيض، والاتصالات مع مركز توجيه المهمة وإمكانية الاتصال بالعائلة والأصدقاء، وكذلك استخدام نفس المعدات الرياضية والبريد الإلكتروني وهواتف الإنترنت. كما أن جمع شمل الجميع على مائدة الطعام ينطوي على قدر من المشقة. ويفيد موقع وكالة ناسا على الشبكة العنكبوتية أن اختيار الفيلم السينمائي المفضل خلال السهرة هو مشكلة المشاكل.
ومع استهلال البعثة رقم 20، سيستطيع الطاقم صرف وقت على الأبحاث بمعدل ثلاثة أضعاف الوقت الذي كان يقضيه الطاقم المؤلف من ثلاثة أشخاص. ذلك أن الطاقم الثلاثي كان يمضي أكثر قليلا من إحدى عشرة ساعة أسبوعيا على الأبحاث، بينما يقضي الطاقم السداسي 35 ساعة أسبوعيا على الأبحاث. وتأمل وكالة ناسا أنه مع اكتمال بناء المحطة الفضائية في العام 2010 فإن الوقت المخصص للأبحاث سوف يزداد إلى 70 ساعة كل أسبوع.
تشتمل مشاريع الأبحاث على ما يلي:
-- إذاعات الهواة في محطة الفضاء الدولية: عقد الملاح الأوروبي دي وين جلسة عبر إذاعة للهواة مع طلبة معهد "تربانك إيغنهوفن" في بلجيكا. وبمعونة نوادي إذاعات الهواة ومشغليها، يستطيع الملاحون الفضائيون الستة أن يتحدثوا مباشرة مع أعداد كبيرة من الجمهور العام، مما يدل على أن إذاعات الهواة تزيد من رغبة الطلاب في التعلم ودراسة العلوم.
-- مركبات ترقق العظام: لتفادي ترقق العظام بسبب البقاء في الفضاء الخارجي لفترات طويلة، يتعاطى كل من واكاتا وثرسك حبة كل أسبوع تقاوم هذه الظاهرة. وستبين هذه التجربة ما إذا كان هذا العقار بالإضافة إلى التمارين الرياضية ستحمي الطيارين من تناقص كثافة العظام وبالتالي ترققها وضعفها.
-- مراقبة الكرة الأرضية: تمكن الطاقم من التقاط الصور الأولى لثوران البركان على قمة جبل ساريتشيف في جزر الكوريل يوم 12 حزيران/يونيو.
وفي شهر أيلول/سبتمبر، تحقق المحطة إنجازا لم يسبق له مثيل. ذلك أن أول مركبة شحن فضائية تحلق بدون طيار ستنطلق لأول مرة من مركز تناغاشيما الفضائي في اليابان لتقترب من محطة الفضاء الدولية اقترابا يمكن الذراع الآلي التشغيل من الوصول إليها والتقاطها. وبعد ذلك تلتحم المركبة، بفضل معونة الذراع، بالجناح الناتئ من المحطة لتفريغ خمسة أطنان ونصف الطن من المؤن والإمدادات.
وبذلك تنضم هذه المركبة اليابانية إلى المركبة الروسية المسماة: "التقدم" ومركبة النقل الأوروبية ذاتية التشغيل بوصفها مركبات شحن مصممة لإبقاء محطة الفضاء الدولية مكتفية بمقادير من التموينات والأعتدة ذات الأهمية البالغة.
لمزيد من المعلومات يرجى زيارة المواقع الإلكترونية للوكالات الفضائية الخمس المشتركة في المشروع.