من ستيفن كوفمن، المحرر في موقع أميركا دوت غوف
واشنطن—صرح الرئيس باراك أوباما بأن آثار التغيير المناخي يضع كل بلد في العالم في خطر وليس بمقدور أية دولة أن تعالج هذه المشكلة بمفردها. واضاف أنه تقع على عاتق الولايات المتحدة وسواها من الدول المتطورة إقتصاديا مسؤولية لعب دور رائد في خفض التلوث بفعل الكربون وهو ما يتسبب في ارتفاع حرارة الجو المحيط بالكرة الأرضية.
وأعلن اوباما في خطابه بقمة الثماني التي انعقدت في لاكويلا، إيطاليا، أن التغيير المناخي "هو أحد التحديات الكبرى لعصرنا" وأن الأبحاث العلمية التي تشير إلى وجوده جازمة ولا يجوز بعد الآن التغاضي عنها."
ومضى قائلا: "الصفائح الثلجية آخذة في الذوبان فيما يرتفع منسوب البحار. وأصبحت مياه محيطاتنا أكثر حموضة وقد شهدنا آثارها على أنماط المناخ وعلى مصادر غذائنا ومياهنا وصحتنا وبيئاتنا."
ويوم 8 تموز/يوليو الجاري توصلت دول مجموعة الثماني--الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا واليابان وكندا وإيطاليا وألمانيا—إلى "إجماع تاريخي" حيال أهداف خفض تلوث الكربون،" حسب قول أوباما. وبحلول عام 2050 ستخفض الدول المتطورة إقتصاديا إنبعاثات غاز الكربون بنسبة 80 في المئة أقل مما هو في سنة مرجعية لم تحدد بعد. كما إتفقت هذه الدول على العمل مع دول أخرى لخفض إجمالي الإنبعاثات بواقع النصف.
وعن ذلك قال الرئيس: "هذا المجهود الطموح يتناسب مع الحد من رفع حرارة الأرض بما لا يتجاوز درجتين مئويتين، وكما ذكر إعلاننا بجلاء وللمرة الأولى أن هذا ما أجمعت عليه أسرة العلماء."
وأقر الرئيس بأن لدى الدول النامية والمتطورة أولويات متباينة بسبب تفاوت مستويات نموها الإقتصادي. فالدول النامية لا ترغب في "التضحية بتطلعاتها بالتنمية ومستويات معيشية أعلى" إلا أنه عليها أن تكون شريكات فاعلة في الحل لأنها ستصبح مصدر الجزء الأكبر من تزايد الإنبعاثات المرتقبة."
من ناحية ثانية قال الرائيس إن البلدان المتطورة تخلف بصمات أكبر بكثير نسبة للفرد مما يحملها مسؤولية تارخية للمبادرة" وتعهد بأن تمارس الولايات المتحدة دورا رائدا في هذه المسألة.
وجاء في كلمة أوباما: "أنا أعلم أنه في الماضي تخلفت الولايات المتحدة عن الوفاء بمسؤولياتنا. لذا دعوني أكون واضحا: هذه الأيام ولت إلى غير رجعة."
وقد إتسّع إطار النقاش حول التغيير المناخي يوم 9 الجاري ليطال أستراليا والبرازيل والصين والدنمرك والإتحاد الأوروبي والهند وإندونيسيا والمكسيك وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية وجميعها شاركت في منتدى الإقتصادات الكبرى الى جانب دول مجموعة الثماني.
وللمرة الأولى أقرت الدول النامية في المنتدى المذكور بأهمية الدرجتين المئويتين ووافقت على اتخاذ إجراء لخفض انبعاثاتها بصورة ملموسة" على مدى السنوات العشر القادمة. وقال أوباما إنها وافقت على التفاوض بشأن أهداف أساسية لخفض إنبعاثاتها من الكربون بحلول عام 2050 . وجاءت موافقتها هذه قبل انعقاد قمة حول التغيير المناخي في كوبنهاغن، الدنمرك، في كانون الأول/ديسمبر 2009.
ووافق المنتدى على تحديد "سنوات ذروة" لإنبعاثات الكربون عالميا على ان تبدأ مستويات إنبعاثاته بالإنحدار. وقال الرئيس ان الإنخفاض سيكون قابلا للقياس وقابلا لتبليغ عنه والتثبت منه". كما أنه ستضع في تصرف الدول النامية موارد مالية لمساعدتها على نشر وتوزيع تكنولوجيات طاقة نظيفة ووضع خطط حول نمو الكربون المنخفض.
كما ستؤسس شراكة عالمية غرضها مضاعفة الأبحاث والتنمية المتصلة بتكنولوجيات طاقة نظيفة تحولية وطرحها في الأسواق العالمية.
وبالرغم من صعوبة إقناع القادة المشاركين في المنتدى بالتغيير المناخي في إطارالركود الإقتصادي العالمي فإن المنتدى "انطلق في بداية طيبة" كما ذكر أوباما.
وحدد الرئيس خطوات اتخذتها الولايات المتحدة في 2009 مثل توظيف بلايين الدولارات في تطوير تكنولوجيات نظيفة ورفع معايير وقود السيارات ووضع مسودة تشريع قيد الدرس يدعو إلى خفض التلوث بالكربون في الولايات المتحدة بمعل يزيد على 80 في المئة بحلول 2050.
وقال أوباما: "بدأت أرى أنه سيكون من الأهمية الحاسمة على الإطلاق أن نتجاوز ما هو متوقع إذا ابتغينا تحقيق أهدافنا."
وقال أوباما الذي حث على التعاون العالمي إن العالم يواجه الخيار بإما رسم مستقبلنا بالذات او أن ندع الأحداث ترسم مستقبلنا."
وخلص الرئيس الأميركي إلى القول: "إننا نعرف أن المشاكل التي نواجهها هي من صنع الإنسان وهذا يعني أن بمقدورنا ان نحلها."