على بعد عشرات الأمتار فقط من قلعة حلب، عُثر على منزل الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي، وهو منزل من الحجارة الشهباء التي منحت اسمها للمدينة التي يمتد تاريخها إلى اثنتي عشرة ألف سنة. يتألف المنزل من دورين، وعدد من الغرف المتوسطة الحجم، أبوابها من الخشب، ونوافذها تعلوها قناطر مزينة.
وكان المؤرخ محمد قجة المختص بتاريخ حلب قد اهتدى إلى موقع صاحب (الخيل والليل..) من سطور كتاب عن تاريخ حلب كان مفقوداً في الهند، وهو كتاب (بغية الطلب في تاريخ حلب) يخصص مئة صفحة لوصف منزل وحياة المتنبي في حلب، والوصف بحسب قجة لا يدع مجالاً للشك أنه وقبل ألف ومئة عام كان أبو الطيب يعيش في الموقع المسمى اليوم المدرسة البهائية، وكان قبلها المحكمة الشرعية، وقبل ذلك كان يسمى المدرسة الصلاحية، وتعددت أسماء المكان قبل تلك التسميات من خانقاه، وسعد الدين كبشتكين، و أحد بيوت آل العديم التي سكنها المتنبي في فترة حكم الأمير العربي سيف الدولة الحمداني.
وكان هذا البيت قد هُدم في السابق ثلاث مرات عام 962م على يد فورفوكاس وعلى يد هولاكو عام 1260م. كما هدمه تيمورلنك عام 1400م وفي كل مرة كان يُعاد بناؤه بالأحجار ذاتها.
اليوم يشغل منزل أبي الطيب مركز للقاء الاسري، هذا البيت الذي سيتحول لاحقاً إلى متحف خاص لما تبقى من شاعر حلب وفارسها.