العشاء ما قبل الأخير
على فوهة الحساء
ذبابةُ تقايض المنون بالجنون والنوى.
إغرورقت البكتيريا
على ضفاف الشجون القرمزيّة
كما تطفو على السطوح الأنتينات،
ومضت قبائل النمل زمرًا
على الشاحنات، والسكّر البنيّ،
والأسى، في أفئدة غضّة
مضمّخة بتوابل التعب وصدأ المواسير.
لأنه العشاءُ ما قبل الاخير.
ظمأ الشجن
قاب قوسين أو أدنى
أوقّع مع جسدي هُدنه
قلّي، خبّرني متى سوفَ
أو اترك كل هذا الخوفَ
كفّ يا انايَ عن الأنين
وتمعّن في مأثرة سخنين
فكوعي صلدٌ كالزمان
ويا لهفي على بعضِ حنان
فلتلتمع آفاق الصواري
ولنندفع جميعا في الحواري
فلا رمّان زهّر
ولا المانجو زعترْ
فلتستقي من ذاتكْ
يا جسدي المتهالكْ
ريثما تعود السنونوات
وتملؤني الحمامات.
الغراب
تثاءب غرابٌ في فجر
القصيدة، وزقزق درويٌّ
على كتف خالد بن الوليد
من أعطاك، يا سوفلاكيس،
وصفة الشوارمة السريّة وبصمات
العمبا على كوع الجريدة؟
تثاءب الغراب في فجر
القصيدة وسوفلاكيس
يلحَم السيخ في محددة المُريد
قِف، قال لي، عند
الخبز المحمّص بالصّمت
ومكابيس المكيدة
لا طحينة في القافية ولكنه
شوقُ الرغيف إلى
داليدا.