قرأت الكثير من المقالات التي كتبت عن أثر الطلاق على الأم والأولاد، ولكن ماذا عن أثر الطلاق أو حتى الانفصال على الرجل؟ إن الرجل الطبيعي "وأقصد هنا الذي يتعامل مع زوجته وأولاده بشكل طبيعي" يحاول جاهداً الابتعاد عن الانفصال وخاصةً عندما يكون محباً لأسرته ويملك عقلاً راجحاً يستطيع معرفة مدى الآثار السلبية عن الانفصال. كثيرة هي الحالات التي سمعت فيها أن النساء يفكرن بالطلاق عند كل مشكلة تحصل، ولا يقدّرن مدى العواقب إذا استجاب الرجل بسرعة لهذا الطلب. هل تردد الرجل في اتخاذ قرار الطلاق هو ضعف؟ أم حكمة؟ هل تفكر المرأة لمرة واحدة فقط في سبب تردد الرجل؟ أم أن الغضب يعميها! هل فكرة المرأة الانتقام لكرامتها كافية لطلب الطلاق؟ هل فكّرت المرأة عند الوصول إلى هذه الحالة عن كيفية الاصلاح قبل الانهيار؟ أغلب النساء تنتظر من الرجل المزيد المزيد من الحب والاحترام والتعاطف والمحبة والعمل على تأمين كل ما يلزم، ويبقى الرجل وكأنه مقيم في قاعة الامتحان بشكل دائم، لا يلبث الانتهاء من مادة والاستراحة قليلاً لتبدأ المادة الثانية والاختبار من جديد. قبل أن تفكر المرأة بالمطلوب من الرجل لكي يليق بها وترضى عنه، لماذا لا تفكر بما هو مطلوب منها؟ لتكون المرأة الصالحة للحياة الزوجية. تستطيع كل امرأة أن تقول: أهانني .. جرحني .. أساء إلي .. مارس شرقيته وتخلفه .. ولكن هل تنظر إلى نفسها وتفكر قليلاً؟ هل مارست حياتها الزوجية كإمرأة طبيعية؟ هل أساءت إلى زوجها أو أهانته بتصرف أو بكلمة أو بموقف؟ هل لديها الجرأة لتعترف له ولنفسها بأنها أخطأت في مكان ما؟ هل فكّرت بمدى حبه لها ولأولادهما قبل أن تفكر بكبريائها؟ هل الكرامة واحترام الذات حكر على المرأة فقط دون الرجل؟ هل يستطيع الرجل يوماً أن يبكي من شدة ألمه وأن يمارس ضعفه في حضن زوجته حبيبته دون أن تشعره الزوجة بأن ذلك حالة عابرة ويجب أن يكون دائماً الصبور والعقلاني والمحب والمحترم والقوي. لماذا تبقى المرأة تناضل وتطلب الحرية والاستقلال عن الرجل؟ وهي في لحظات معينة تطالب بحماية الرجل وبالأمان وتتذكر فجأةً أنها امرأة وهو رجل. كلها أسئلة برسم النساء .. ومطلوب الإجابة عنها بشفافية وبدون أن تكون الإجابات عبارة عن أسئلة أخرى للتخلص من الإجابة، وبذلك نكون قد صعبنا المسألة وبدأ الاختبار الجديد للرجل، والذي عليه فيه أن يفكر بالطريق الجديد الذي سوف يسلكه ليحصل على السعادة. كل هذا أكتبه من واقع تجربتي.. علماً أنني كنت متزوجاً من إمرأة أحببتها كثيراً .. ولا أستطيع أن أقول أنني وصلت إلى مرحلة الكره .. فما زالت تحتل مكاناً في قلبي وفي ذاكرتي وما زالت هي أم لأجمل ولدين في التاريخ، ولكن لم يعد للعقل متسع بيننا واشترينا النظارة السوداء ونسينا أننا لم نخسر بعضنا فحسب بل نحن بصدد خسارة أولادنا، ربما ليس الآن ولكن لا شك بأن ذلك سوف يكون له الأثر الأكبر على مستقبلهما. من واقع هذه التجربة، أتمنى الاستفادة لأي رجل أو إمرأة تقرأ هذه الكلمات.
عمار سعيد، (أثر الطلاق على الرجل) خاص: نساء سورية