تنفس المصريون الصعداء بعد التغييرات التي طالت جميع رؤساء مجالس الإدارة ورؤساء تحرير كبرى الصحف المصرية وعلى رأسها صحيفة الأهرام، ولكن عاصفة التغيير التي أطاحت بالرؤوس الكبيرة لم تفلح في اقتلاع الحشائش والعوالق الصغيرة، ومع ذلك فإننا على ثقة بأن عملية التنظيف والتطهير ستستمر حتى تصل إلى درجة الرضا.
نشرت صحيفة الأهرام قبل أيام خبرا يتعلق بأسماء فلسطينية وردت في تحقيقات الفساد مع مسؤولين مصريين من النظام البائد، وقد استندت في روايتها إلى موقع إخباري مصري، وهذا يعني أن ذلك الموقع يُعد موثوقا من قبل صحيفة الأهرام، ولكننا نفاجأ بالمدعو أشرف أبو الهول مراسل صحيفة الأهرام ينفي صحة الخبر حسب مصادره المطلعة على التحقيقات، ويدعي بأن ذاكر الخبر هو موقع مقرب من حماس، كما أنه نسب إلى مصادره الخاصة التحذير من المواقع المشبوهة أو المرتبطة بصلات مع أطراف مستفيدة من الأخبار التي يجري نشرها، ومن حق أي شخص متضرر من مثل تلك الأخبار المختلقة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد من ينشرها.
وللرد على تقرير السيد أبو الهول نود التأكيد على أننا كفلسطينيين نرفض الإساءة إلى أي شخصية فلسطينية، بربطها بفساد النظام المصري البائد أو أي من جرائمه، بغض النظر عن الجهة التي تنتمي إليها تلك الشخصية أو موقعها السياسي رغم الاختلاف الداخلي، فنحن مع تضييق هوة الخلاف لا توسيعها، ونرفض كذلك استغلالها من قبل أشخاص صغار بحجم أشرف أبو الهول، ثم إن ذلك الخبر تم نقله عن صحيفة الأهرام من قبل المواقع الفلسطينية الرسمية ولا أعتقد أن الأهرام مقربة من حماس، كما أن في الخبر إدانة واضحة لصحيفة الأهرام، واتهاماً لها بالاعتماد على مصادر مشبوهة، وهذا يعني أنها ليست ذات مصداقية أو ثقة، فهل نسقط الثقة عن صحيفة الأهرام من أجل أبو الهول أم إنه انطبق عليه المثل القائل :" على نفسها جنت براقش" و"عدو عاقل خير من صديق جاهل"؟!
نتمنى أن تكون مصادر أبو الهول حقيقية ويكون الخبر كاذبا، ولكننا نطالب الأهرام بعدم السماح لمراسليها بإثارة الفتنة بين فتح وحماس بسبب أخبار تنشرها الأهرام ثم تنفيها وتكذبها، فأخباركم منكم وإليكم ولا علاقة للفصائل الفلسطينية بها، فلماذا يتم الزج بأسماء فصائل فلسطينية لا صلة لها بكل ذلك؟ د. عصام شاور