ان كل انسان واع في هذا البلد يرفض وبشك قاطع كل انواع العنف اشكال عليه محاربة هذه الآفة بكل الاشكال السلمية المتاحة. من خيمة اعتصام ،مظاهرات ،ندوات التوعية ، واصدار النشرات وتكريس الدروس خاصة داخل المدارس. .
من ناحية أخرى فإن من أهم مقومات هذه الحملات هم العاملين عليها والقائمين على تنفيذها .
فهؤلاء يجب أن يكونوا رحماء عطوفين في طبعهم وطبيعتهم وان يكونوا أبعد الناس عن العنف.
ولا يمكن أن يقف المسؤولون مكتوفي الأيدي حين تغرس بذور العنف وتسقى امام اعينهم وتزهر ولا يستفيقوا إلا عندما نحصد ثمار العنف.
نعم ان عمليات القتا البشعة والكريهة التي حدثت في بلدتنا والتي تنفطر منها قلوبنا على شباب و فتيات قتلوا بسبب السلاح المباشر هي تصرفات صعبة ويجب إقتلاعها من مجتمعنا .
ولكن هناك أنواع أخرى من العنف القتل التي تحدث في أحيائنا وما اسميه بالقتل البطيء وسببها تلويث البيئة ، فان التسبب في تلويث البيئة والأذى والامراض للاخرين هذا هو العنف الاصلي الذي يواجه أم الفحم والمنطقة . وهذا القتل البطيء قد حصد أرواح أكثر من عشرين إنسانًا في حي عين ابراهيم الملوث والمنكوب وما الوضع الحالي في جميع حارات هذا البلد إلا عُنفًا قد استشرى في بلدنا فقد أصبحنا جميعًا مصابون بهذا الداء الكريه والذي إستوردناه مع الهوائيات القاتلة وقبضنا ثمن كل الارواح التي ازهقت واستحللنا الأموال المكتسبة من التسبب بالأمراض لأخوتنا وجيراننا .
وانا اذ أكتب هذه الأسطر مملوءة غيظًا واستهجانًا غيظًا من اناس يُضربون و يُقتلون ولا يصرخوا ولا ينتفضوا ضد هذا الظلم الواقع عليهم.
كيف لا وانا يصلني كل شهر هواتف كثيرة من فتيات في مقتبل العمر قد اصبن بالسرطان ويردن أن يتحدثن معي عن كيفية التصدي والتحدي له وبعد انتهاء المكالمة يطلبن مني عدم ذكر اسمائهن وكأن هذ المرض عيب اصابنا أو عار قد اقترفناه.
وقد غضبت كثيرا عندما قالت لي احداهن مات عمي و ابن عمي بهذا المرض وأنا سألحق بهم فلِما أتعالج بهذا العلاج المرير والمضني والذي لم يساعد احدا من اقربائي.
فصحت بها لا؛ لا ،يجب أن تفكري في نفسك و في اطفالك وأن تخرجي وتصرخي في وجه الظلم والعنف المستشري في بلدنا .
نعم ان لحي عين ابراهيم صرخة في وجه العنف وخصوصًا عنف الهوائيات القاتلة فأين صرخات باقي الأحياء ، أين صرخة المحاميد وأين صرخة المحاجنة وأين الصرخة الفحماوية المودية اليس عندكم مرضى ، اليس عندكم من يعانون من هذا المارد.
لماذا لا تقفون في وجه من ينصبها بين بيوتنا؟ لما لا نوقفهم عند حدهم ؟
لماذا لا نطالب بحياة كريمة خالية من الامراض القاتلة. لماذا لا نثور على الظلم والعنف.
ام اننا استحببنا الحياة وسط الحجور والظلمات.
وكلي استهجان لأولئك الذين يدّعون انهم ضد العنف ، وانهم يديرون وحدة خاصة لنبذ العنف ! كيف اصدقكم ! كيف! كيف ذلك وأنتم تنصبون الهوائيات فس ساحاتكم وتضربوا عرض الحائط بتوسلات اقاربكم ولا تسمعوا انات جيرانكم من رجال ونساء واطفال، ولا تستحوا من بكاء الثكلى واليتامى الذين تسببتم في فقدانهم اعزاءهم.
لا لن أصمت بعد اليوم فالرب واحد والعمر واحد وسأبقى دائمًا اردد قول ذلك الانسان المادي والذي قال واعترف بنفسه انه واقعي وليس عاطفي ، وان دخول 500 الف شيقيل على البلدية أهم من كل شيء.
أعود و أسأل ذلك المحاسب الموضوعي والغير عاطفي ، إن كنت انت موضوعيا واقعيًا ، فماذا نكون نحن ؟
هل نتخيل أننا مرضى بالسرطان؟
هل نتخيل أن اخواننا واهلنا ماتوا من السرطان؟
لا بل نحن الواقعيون والموضوعيون أكثر منك لذاسنظل نطالب بحياة كريمة وبلد نقية من عنف الاشعاعات وقتلها
نجيه ياسين- حي عين ابراهيم- ام الفحم