أصبحت الحياة كلها عبارة عن شعارات ليس إلا، وأصابتنا "انفلونزا الرياضة" منذ فترة طويلة ولم نجد لها علاجاً حتى الآن، وأحب أن أبشر الجميع بأننا لن نجد لها علاجاً إلا أن يشاء الله أمراً كان مفعولاً، ويقدر الهداية للناس حتى لا تعود الأهواء هي الحاكمة في الأفعال والتصرفات والتي ينتج عنها ما لا يرضي به أي عاقل.
والذي حدث علي قناة "دريم" عقب لقاء الإسماعيلي والمصرية للاتصالات من استفزاز لمشاعر المشاهدين بجميع ميولهم ليست هي المرة الأولي، ولن تكون الأخيرة طالما هناك من يصم آذانه ويغمض عينيه عن تلك الأفعال المقززة التي تصدر من أشخاص هبطوا على الإعلام بمظلة دون ان يتمتعوا بأدني مقوماته.
ما حدث لمن لم يعرف هو أن "الكابتن" السابق - وأقول كابتن أي قائد لفريق من أعرق الفرق المصرية - خالد الغندور، استمر في بث سمومه على الفضائية التي كانت صاحبة الريادة في يوم من الأيام إلى أن أصبح الجميع يشمئز من رؤية أي شيء يخصها بسبب نهج القائمين عليها وموقفهم حيال ما يبثه هذا البرنامج من سموم .
وصل الحال بدريم "الفضائية المصرية" التي تبث عبر شاشتها العديد من البرامج الدينية والتي تنصح وترشد وتحث علي نبذ العصبية والسباب..الخ، وصل الحال إلى أن كانت النافذة التي دخلت الى بيوتنا عبرها اقذع الشتائم والألفاظ القبيحة وذلك على مرأى ومسمع من جميع العاملين في هذا البرنامج من معد ومحرر ومذيع ومخرج.
والسؤال هنا، هل مر الشريط الذي أذاعه "الكابتن" ولم يستوقف أحد من هؤلاء هذا الكم من السباب ؟!.. ناهيك عن موقع المونتاج الذي يقوم بتقطيع وقص ولصق وإضافة لكل مادة تذاع، هل يعقل أن يمر هذا التقرير على كل هؤلاء الأشخاص دون إن يكون لهم وقفه حيال ما سمعوا ؟!! أنا شخصياً أشك في هذا الأمر، لأنه ببساطة طالما لم يحاسب أحد على ما مضي، وطالما لم يضرب المربوط فلن يخاف "السايب" والأمر الأكيد هو أن الجميع متورط في هذا الشأن.
كيف لي أن أري طفلاً صغيراً أو أماً أو فتاة يشاهدون جماهير تغادر ملعب مباراة فريقها وتقوم بسباب كل من له علاقة بالأهلي؟ أنا هنا لا أدافع عن الأهلي حتى لا تختلط الأمور، ولكني أدافع عن مبدأ وشرف مهنة أخل بها جميع من يعمل في هذه القناة وكأنها "عة بابا".
فإذا كانت بالفعل عة بابا، فإني أرجو بابا رجاءً خاصاً وكذا كل من شاهد وسمع ما حدث أن يقوم "بابا" بإغلاق تلك العة وأن يغادرها من له علاقة بها أو "عايش يبرطع" في كل شبر منها بدون ضابط أو رابط، ولنا أن نتخيل إن الغندور قام بعد تلك السقطة بالاتصال بقناة الأهلي والاعتذار عما بدر منه باسم البرنامج والقناة .. من أنت كي تقوم بالاعتذار باسم القناة؟؟..
يجب أن يعرف هذا المذيع الذي هبط علينا "بالباراشوت" إن الأهلي ليس هو المعني فقط بالاعتذار، بل جميع الجماهير والمشاهدين الذين يملكون حق رفع قضايا على هذه القناة بسبب ما صدرته إلى أسماعهم من فظاظة واستياء وصلت إلى حد الإهانات والسباب بالأم والأب.
والكارثة الأكبر، إن الأمر لم يعد يتعلق بالمشاهدين المصريين فقط، فهي قناة فضائية إذا كان القائمون عليها نسوا هذا المسمي، أي إن المشاهدين أيضاً ممن هم خارج حدود مصر قد سنحت لهم الفرصة كاملة لمشاهدة قلة قليلة سيعتبرها البعض معبرة عن أخلاق الشعب المصري باعتبار هؤلاء بما فيهم من حقد وغل شريحة ممثلة للمجتمع المصري مما سيتيح المجال لمزيد من تشويه صورة المصري في الخارج ويسبب له حرجاً بالغاً بين الناس خاصة في الوطن العربي وهم يذكرونه بما سمعوه من المصريين على الهواء مباشرة.
الأستاذ المهندس أحمد بهجت .. لنا رجاء وأنا لا أعرف إذا ما كان نداؤنا سيصل إلى أسماعك أم لا، رجاء إذا كان هناك من يعتبر من قناتك "تكية" يفعل من خلالها ما يشاء وما يحلو له، أن تتخذ قراراً يعاقب كل القائمين على هذا البرنامج من أصغرهم إلى أكبرهم، ولو أني أشك أنه لا يوجد كبير بين هؤلاء بعدما حدث، أما إذا كنت بالفعل قد اتخذت قراراً فليكن معلناً حتى يأخذ كل ذي حق حقه.
وكلمة للغندور أو من قام بتسجيل هذا التقرير، الجمهور الذي افتخرت به وأذعت فرحته عقب فوز فريقه بهذا الشكل، قاموا جميعاً (سواء من يستقلون الحافلات او يمشون) وبقرار جماعي بقذف كل السيارات التي تحمل لافتة ملاكي القاهرة أو الجيزة بما فيها من أطفال ونساء وفتيات وبشكل عشوائي جنوني وذلك قبل مغادرتهم القاهرة متجهين إلى الإسماعيلية عقب المباراة فلماذا لم تتكلم عن هذا الأمر "بالمرة" ؟!!..