أخيراً أصبح لفلسطين ملعب معترف به من قبل «الفيفا»، وأخيراً استقر المنتخب الفلسطيني على أرضه وبين جماهيره، فقد افتتح رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر والرئيس الفلسطيني محمود عباس بمشاركة محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي وحشد كبير من قادة الرياضة استاد الشهيد فيصل الحسيني ببلدة الرام شمال مدينة القدس المحتلة، وسيصبح في مقدور المنتخب الفلسطيني أن يلعب مبارياته من الآن على ملعبه الجديد، بعدما كان يخوض مبارياته في ملاعب الدول العربية المجاورة.
واستهل المنتخب الفلسطيني أولى مبارياته على الملعب الجديد بلقاء شقيقه الأردني، وانتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي 1/1، وامتلأت المدرجات عن آخرها بالمشجعين الذين انتظروا طويلاً هذه اللحظة التاريخية وظلوا يهتفون باسم فلسطين، وسجد جميع لاعبي المنتخب في دائرة منتصف الملعب قبل بدء المباراة الودية في مشهد مؤثر للغاية، وطاف بلاتر أرض الملعب وصافح بعض الجماهير التي ظلت تحييه لفترة طويلة، وقال بلاتر: «وجودي في هذا الافتتاح ليس لتمرير الكرة فقط بل لدعم الشعب الفلسطيني في العملية السياسية، وكما نحرز الأهداف في كرة القدم أتمنى أن تحققوا طموحاتكم في العملية السلمية، ونحن هنا لنشاهد المنتخب الوطني الفلسطيني يلعب مباراة داخل وطنه»، وأكد بلاتر في كلمته أن من حق المنتخب الفلسطيني لكرة القدم أن يلعب على ملعبه كبقية منتخبات العالم، وأن يكون له شأن في عالم كرة القدم، وأضاف وهو يفتتح دوري كرة القدم النسائية أيضاً «أريد أن أقول لكم إن كرة القدم هي الأمل والسبيل لنا ولكم في الوصول إلى السلام».
وشارك اتحاد الكرة الإماراتي مراسم الافتتاح بوفد رسمي برئاسة نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يوسف السركال، ورئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم محمد الرميثي، والوفد المرافق لهما في إشارة واضحة إلى استمرار الدعم الإماراتي للرياضة الفلسطينية، حيث أكد الرميثي استمرار برنامج دعم كرة القدم الفلسطينية المخصص من قبل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالتنسيق مع «الفيفا» والاتحاد الآسيوي، مشيراً إلى أن معظم هذه البرامج سيخصص لدعم البنية التحتية الرياضية في فلسطين، ولقي الوفد ترحيباً كبيراً من القيادة الفسلطينية، حيث استقبله الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء.
حقيقة افتتاح استاد دولي في القدس المحتلة حدث مهم في تاريخ الرياضة الفسلطينية، وسيكون له كبير الأثر في استقرار المنتخب الفلسطيني الذي أصبح في مقدوره استقبال المنتخبات العربية والغربية على أرضه وبين جماهيره ما يعني الاعتراف بحق هذا الشعب في ممارسة حياته الرياضية كاملة وبشكل رسمي ومعترف به دولياً. ومن المؤكد أن الرياضة تستطيع أن تفعل ما يعجز عنه الساسة، لقد كانت فرصة افتتاح استاد فلسطين الدولي مناسبة ليتواصل الفرقاء، فقد اتصل إسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال من غزة بسلام فياض رئيس حكومة تسيير الأعمال مهنئاً على الافتتاح، كما أكد جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني أنه لا فرق بين «حماس» و«فتح» في اختيار أعضاء المنتخب، واعتبر أن إسماعيل هنية رمز من رموز الرياضة الفلسطينية، وهذا في حد ذاته تطور كبير نحو عودة المصالحة بين الأشقاء، لتكون الرياضة قد نجحت في ما فشل فيه رجال السياسة.