Translation

Exchange Rates

יוני 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

השמות שלנו

מערכת, 15/4/2009


رنا محمد

في حديث مسائي حميم جرى في بيتنا قبل أيام بيننا (زوجي وأنا) وبين أصدقاءنا حول الأسماء، وعن الاسم الذي قد أفكر بإرفاقه بطفلي عند قدومه. وكانت المقترحات (كعادة الأصدقاء المثقفين): غيفارا... فيدل... و... للصبي. ثورة... عروبة... شام... الخ للبنت. وأنا أسمع كلامهم ـ ولا أسمعهم ـ كنت أفكر في سري بالمثل الشهير الذي نعرفه كلنا: "لكل من اسمه نصيب". ولعل والديّ حين انتقيا لي اسمي كانا يحلمان لي بمستقبل مفتوح وبأيام واسعة ورؤية رحبة. ولا أنسى صديقي الذي ألحق به اسمه مئات إشارات الاستفهام!!!، وصديقتي التي كانت سخرية لرفيقات المدرسة بسبب اسمها. وقبل أن يكملوا مقترحاتهم التي لم تعجبني قاطعتهم بحدة محتجة على كل تلك الأسماء التي اقترحوها. قلت لهم بكل ثقة أني أريد اسم عربي سهل اللفظ وله معنى جميل، لا يدل على أي انتماء ديني أو طائفي أو سياسي أو حزبي... ولا اسم بلد أو فصل... ولا أريد اسماً فيه بؤس أو شقاء: عذاب، شقاء وما شابه. اقترحت صديقتي اسم (ليل) فعارضتها بشدة، فلا أريد لابنتي أن تعيش في ظلام. لم أعد أحب الليل فهو يخفي الحقائق، يخفي كل شيء. صحيح أن للمعان الأضواء فيه سحر خاص لكن وراء تلك الأضواء أكاذيب كثيرة... اقترحت بالمقابل اسم (نهار) فأنا أحب الضوء، أحب أن أرى بوضوح، فالاسم بحد ذاته (بحركات أحرفه المفتوحة) يبعث في نفسي التفاؤل. ذكرني زوجي باسم (أيلول) الذي كنت أحبه وأسميت عودي به، وأيضاً كان عندي اعتراض. فأيلول يعني الخريف، والخريف فصل كئيب، صحيح أن تمازج الألوان فيه مذهل لكنه كاسم لابني سيضفي عليه الكآبة، فاسم أيلول يليق بعود وليس بشخص ـ طفل... واستبدلت الاسم بـ (ربيع). واسم (بحر) لم يلقَ إعجابي لأن البحر غدار يُغرق الأحياء ويطفو فوق طياته الزرقاء الرائعة الجمال الأموات والجثث... واستبدلته بـ (محّار) فهو صلب ومتماسك ويخفي في داخله الأشياء الثمينة والنبيلة. لم يبقى سوى اسم (مطر)، وأيضاً قابلته بالرفض علماً أنه اسم يعجبني فهو يوحي بالخير. لكنه يوحي بالثقافة التي نسيت أن أضيف شرطها إلى شروط رفض الأسماء التي ذكرتها في أول الحديث. طبعاً فوجئ أصدقائي برفضي للأسماء التي كانت تعجبني قبل سنوات، ولم لا أغيّر رأيي!... ما المانع في أن أتغيّر!... فما كان يعجبني بالأمس ليس بالضرورة أن يعجبني اليوم... لكنهم قدروا أن كل أهل يتمنوا أن ينتقوا لأبنائهم أفضل شيء، بما في ذلك الاسم... ولم أصرح لهم عن الحقيقة التي ليست كما توقعوا هم. ولكن ما فاجأنا نحن الخمسة الساهرين: كم يستغرق تسمية الابن من وقت الأهل ريثما يتم الاستقرار على اسم يرضي الزوجين. وكم من الاعتبارات تكون في حسبان كل طرف على حدا... والطرفين معاً.


خاص: نساء سورية